أعلنت الحكومة الإثيوبية بداية الأسبوع اكتمال استعدادات استضافة القمة الإفريقية الـ 26 للعام 2016، المقرر انعقادها في أديس أبابا يومي 30 و31 جانفي الجاري، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية “تولدي مولوجيتا”: “تأكّد مشاركة 48 دولة إفريقية و36 من رؤساء الدول و4 رؤساء للوزراء”، وبيّن “مولوجيتا” أنّ 38 شخصية دولية وإقليمية بالإضافة إلى الرؤساء الإكوادوري والصربي والفلسطيني ورئيس وزراء السويد ونائب رئيس الوزراء التركي أكّدوا مشاركتهم في القمّة الإفريقية.
بدأت الإجتماعات التّحضيرية للقمّة الـ 26 في أديس أبابا يوم الخميس باجتماعات لجنة الممثلين الدائمين بالإتحاد الإفريقي، والتي اختتمت أعمالها يوم السبت بعد انتهائهم من بحث تقارير مختلف أنشطة اللجان الفرعية.
ويعمل الممثّلون على إعداد التوصيات للمجلس التنفيذي الذي سينعقد اليوم وغدا (27 و28) جانفي على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد لاعتمادها، ومن المقرر أن ينظر المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي على هامش القمة في عملية انتخاب خمسة عشر دولة لعضويته، إضافة إلى انتخاب عضو واحد فقط في اللجنة الإفريقية للخبراء المعنية بحقوق ورفاهية الطفل في القارة السمراء.
أعمال القمّة انطلقت رسميا في الحادي والعشرين جانفي الجاري، بانعقاد اجتماعات لجنة الممثلين الدائمين بالإتحاد الافريقي، لمناقشة البنود المدرجة على جدول الأعمال وإعداد التّوصيات المناسبة للنظر فيها من قبل المجلس التنفيذي قبل عرضها على قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي من أجل اعتمادها، وستتضمّن الجلسة الافتتاحية لاجتماعات لجنة الممثلين الدائمين، كلمة يلقيها رئيس المجلس، وكلمة ترحيب تلقيها رئيسة مفوضة الاتحاد الافريقي، كما يبحث الممثلون الدائمون للدول على مدار ثلاثة أيام تقارير مختلف أنشطة اللجان الفرعية.
ثم يعقد وزراء الخارجية جلسة مغلقة لمناقشة مختلف البنود المدرجة على جدول أعمالهم، بما في ذلك تقرير لجنة الممثلين الدائمين، والتقرير السنوي لرئيس اللجنة للفترة من جانفي إلى ديسمبر 2015، والميزانية المنقّحة للسنة المالية (2016).
كما سينظر المجلس التنفيذي على مستوى وزراء خارجية البلدان الافريقية في تقرير للجنة الوزارية المخصص على مقياس التقييم، وتقرير اللجنة الوزارية للترشيحات الأفريقية في النظام الدولي والمنظمات والهيئات الدولية، وتقرير لجنة المتابعة وتقرير اللجنة الوزارية لشؤون الانتخابات لأعضاء اللجنة نهاية السداسي الأول من السنة الجارية 2016.
ومن المقرّر أن تنعقد القمة الـ 26 العادية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي يومي 30 و31 من جانفي الجاري، وستشهد أعمال القمة إنتخاب رئيس جديد للاتحاد الأفريقي لعام 2016، والذي سيتسلم الرئاسة من الرئيس الحالي روبرت موجابي رئيس زيمبابوي، بالاضافة إلى إطلاق العام الافريقي لحقوق الانسان الذي يحمل شعار: “2016: السنة الأفريقية لحقوق الإنسان وبشكل خاص حقوق المرأة”.
وقد دعا جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا الدولة المضيفة للمؤتمر من قبل، إلى التكامل الاقتصادي في القارة، وتطبيق طريق جديد للتنمية في القارة، وأهمية تطبيق أجندة وخطة الاتحاد الإفريقي 2063، وقال زوما: “إنّنا لابد كاتحاد إفريقي أن نسعى لعمل استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية في القارة، ووقف كافة النزاعات والعنف الذي تشهده القارة، حيث إنّنا نحتاج إلى طريق جديد لوقف النّزاعات، وذلك بالتعاون مع الشركاء”.
من جانبها، قالت الدكتورة “دلاميني زوما” رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي: “إنّنا في جانفي الماضي كنا في مخالب الايبولا، ولكن بفضل إرادة الدول الإفريقية تمّ إعلان ليبيريا خالية من إيبولا وفي سيراليون وغينيا هناك انخفاض ملحوظ للفيروس ولابد من التخلص منه نهائيا”، وأضافت: “لا بد من التوحد الإفريقي، فالمرض كشف نقاط ضعف في نظامنا الصحي بالقارة، ويجب معالجة ذلك”.
وأوضحت “دلاميني” أنّ مصيرنا المشترك في افريقيا يجب أن يقودنا نحو التعاون ومقاومة مسألة عبور الحدود غير الشرعي التي فرضها العالم الغربي علينا، مشيرة إلى أنّه بالفعل لو قمنا بتدريب وتعليم الناس أشياء كثيرة بما في ذلك التكنولوجيا، فإن المتطرّفين لن يستطيعوا استغلالنا وأن شبابنا سيكون لهم فرص عمل.
وتابعت أنه يجب أن نتغلّب على العراقيل باعتماد السياسات المناسبة، وأن يشعر المواطن الإفريقي بأنه جزء من التغيير بصرف النظر عن اللون أو القبيلة، إنّنا نحتاج إلى أن نعجل بتكاملنا ووحدتنا في كافة المجالات. وقالت أنّه في جانفي الجاري سوف نقدّم المهارات لتنفيذ أجندة 2063، حتى يكون هناك تركيز على تنمية القارة، والتعليم العالي سيكون محور تركيزنا في المرحلة المقبلة، وإننا نعمل على توثيق الخطط العشرية مع خططنا الوطنية بالتنسيق مع النيباد والاتحاد الافريقي والبلدان المختلفة، وسوف نقوم بتوفيق الخطط الوطنية مع أجندة 2063.
وأوضحت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي، أنّ مجلس السلم والأمن يعمل لإسكات البنادق، وأنه لا بد أن تلعب الأجهزة المختلفة في الدول الافريقية دورها حتى يتم احترام الشعوب، والقضاء على معاناة ضحايا النزاعات من الأطفال والسيدات، وخاصة من الجماعات الارهابية مثل بوكو حرام وداعش وغيرها.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد ذكر أنّ القمّة أمامها العديد من الملفات الهامة والحساسة، ومنها الأمن والاستقرار في القارة، وتمكين المرأة. وأضاف: “نتابع بقلق تفاصيل ما يجري من أحداث في بعض دول القارة، ونأمل أن يتمكّن الاتحاد من تجاوز ذلك”، مشيرا إلى “أننا ندعو المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب القارة الافريقية، وأنّ قضية فلسطين هي قضية إفريقيا أيضا”..
وقال موغابي إنّ هذا العام هو عام تمكين المرأة والتنمية، وهو شهادة إلى دعوة إفريقيا للمساواة بين الجنسين، مضيفا أنّنا وجهنا لتنفيذ خطة 2063، ولا بد من تجهيزها من أجل الاعتماد، ونحن نحتاج إلى مزيد من التمويل لتنفيذ برامجنا في الاتحاد الافريقي، ولا بد من استخدام الامكانيات والثروات في القارة وتصنيع المواد الخام بدلا من تصديرها، فالتصنيع هو الطريقة المتاحة لنا.
وأضاف موغابي: “لدينا أكثر من 10 دول على نهج الاستثمار السريع، وهذا الصعود يتأثر بالعمليات الارهابية في القارة”، مشيرا إلى أن أمريكا تقوم بخلق الحروب في القارة الافريقية للحصول على مواردها، وإشعال الحرب في العراق للحصول على النفط، وأنه لا بد أن نسعى لإنهاء الأزمات والنزاعات في القارة، لأن عدم الاستقرار يعبّر عن الحاجة الملحة لتفعيل القوة الافريقية الجاهزة، وأن نوفي بالتزاماتنا بتجهيز ذلك مع نهاية العام حتى يتم إنهاء الحروب في القارة 2020”.
وشدّد على “رفض أيّ تدخّل في شؤوننا الداخلية في القارة”، مؤكّدا أنّ إفريقيا هي ضحية للتّغييرات المناخية.