الإجرام بأيد ناعمة

النّساء الانتحاريات جديد الإرهاب في إفريقيا

لفتت بعض التّقارير مؤخّرا إلى تطوّر ظاهرة استخدام النساء في العمليات الانتحارية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في إفريقيا، حيث أضحت هذه الظاهرة واقعاً جديداً، ففي مؤشّر جديد على تمدّد تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة غرب إفريقيا، بدأت الجماعات المحلية المتحالفة معه في استخدام النساء في العمليات الإرهابية.
وأعلنت حركة “بوكو حرام” الارهابية في غرب إفريقيا تبنّيها هذا الأسلوب في عملياتها شمال نيجيريا ومناطق من الكاميرون، منها منطقة مورا بشمال البلاد.
ويقول المراقبون إنّ تحليل أسلوب تنفيذ العملية الارهابية الأخيرة في ستاد مورا بشمالي الكاميرون يبرهن على ذلك، حيث كانت عبارة عن تفجير استهدافي راح ضحيته 4 أشخاص، وتمّ بواسطة انتحاريتين جنّدتهما “بوكو حرام” الدموية.
وأشارت التحريات الخاصة بحادث تفجير ولاية مايدوجري بشمال نيجيريا الشهر الماضي، والذي راح ضحيته 50 قتيلاَ، وجود شبهة استخدام عناصر انتحارية نسائية في تنفيذه، وفي الشهر ذاته لقي 30 نيجيرياً مصرعهم في تفجير انتحاري نفّذته فتاة صغيرة تنتمي لـ “بوكو حرام” بشمال نيجيريا، وفي 12 جويلية 2015 لقي 20 مدنياً مصرعهم جراء قنبلة فجّرتها فتاة في الثانية عشرة من العمر في سوق مدينة مروى عاصمة شمال الكاميرون، وهي عملية سبقتها بأيام قليلة عملية مماثلة كانت منفذتها فتاة تنتمي لـ “بوكو حرام” الارهابية في منطقة فوتوكال التشادية، ما أدّى إلى مقتل 10 تشاديين.
وفي السّابع والعشرين من نوفمبر من عام 2014، وبعد أيام من إعلان “بوكو حرام” مبايعتها لـ “داعش”، نفّذت انتحاريتان تنتميان للحركة النيجيرية عملية تفجير، ما أدّى إلى مقتل وإصابة 78 من أبناء شمال نيجيريا من رواد أحد أسواق ولاية مايدوجرى الشمالية، وكان ذلك إيذاناً بتحول نوعي جديد في أسلوب عمل التنظيم، باعتماده بصورة أكبر على النساء اللاتي كان دورهن قاصراً على أعمال الإخفاء ونقل الإمدادات، وإيصال الرسائل والأموال لأعضاء التنظيم من الذكور.
وقدّرت أجهزة الاستخبارات النيجيرية ــ في معرض رصدها لهذه الظّاهرة ــ امتلاك “بوكو حرام” لما لا يقل عن 44 سيدة انتحارية، موزّعين في مناطق العمليات شمالي البلاد وشمال غرب الكاميرون.
ويقول محلّلو المعلومات في الاستخبارات النيجيرية، إنّ طبيعة المجتمع النيجيري المحافظة تجعل من الصعب قيام رجال الأمن ــ حتى الشرطة النسائية ــ بالتّفتيش الدّقيق للنساء في ريف نيجيريا، وهو أمر استفاد منه تنظيم “بوكو حرام” الارهابي  في شنّ عملياته الخسيسة، مستلهماً في ذلك خبرة تنظيم “الأرامل السّود” في شمال القوقاز، وهو تنظيم يعتمد في قوامه على الانتحاريات، تحرّكهن بواعث الانتقام من السلطات الأمنية.
كذلك يعدّ استخدام الانتحاريات أمراً معروفاً على مستوى تنظيم القاعدة الارهابي في العراق ــ الذي ورثه تنظيم “داعش” الدموي الآن ــ وكذلك في تنظيم طالبان الأفغاني وأذرعه الإرهابية النشطة في باكستان، والتي تستخدم بكثافة الانتحاريات في تنفيذ الهجمات الإرهابية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024