لم يخطئ بكل تأكيد من اعتبر العام 2015 سنة اللاجئين بدون منازع، حيث تجاوز عددهم عبر أرجاء العالم عتبة الـ 60 مليون لاجئ بينهم مليون فرّوا مند بداية العام من بلدان “الرّبيع المريع”، وقد نقلت مختلف شاشات العالم صورهم وهم هائمون على وجوههم، يركبون مخاطر المتوسط الذي ابتلع المئات منهم فرارا من الموت الذي أصبح يحاصرهم في بلدانهم المشتعلة.
لقد أعلنت الأمم المتّحدة أنّ عدد اللاجئين والنّازحين في العالم بلغ مستوى قياسيا لم يبلغه من قبل، إذ تخطّى الستين مليونا، في حين فقد نحو 5 آلاف شخص حياتهم بحثا عن الحماية وحياة أفضل، وهو ما يعني أنّ واحدا من كل 122 إنسانا يعدّ بمثابة شخص أجبر على ترك موطنه.
وأشارت المفوّضية السّامية لشؤون اللاّجئين، إلى أنّ معظم النّازحين هم من الفارّين من الحرب السّورية والعراقية، وغيرها من الصّراعات المشتعلة في العديد من المناطق.
وكشفت بأنّ خمسة ملايين شخص على الأقل حول العالم فرّوا عبر الحدود أو أصبحوا نازحين داخل بلدانهم خلال الفترة من جانفي وحتى جوان الماضيين.
ووفق المفوّضية، تعدّ تركيا أكبر مستضيف للاجئين في العالم، حيث تستقبل حاليا ٣ . ٢ مليون سوري.
في الأثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنّ أكثر من خمسة آلاف سيّدة ورجل وطفل فقدوا حياتهم بسبب استغلالهم وسوء معاملتهم بحثا عن الحماية وحياة أفضل خلال الـ 12 شهرا الماضية.
وأضاف بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الموافق لـ 18 ديسمبر، أنّ عشرات الآلاف من البشر يقدّمون ككبش فداء، وأصبحوا هدفا لسياسات
وخطب الكراهية ضد الأجانب والمتاجرة بالبشر، مشدّدا على ضرورة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.
ربع مليون طفل لجأوا لأوروبا
كشفت إحصائية لمنظمة حقوقية أنّ نسبة الأطفال الذين لجأوا إلى أوروبا خلال عام 2015 تزيد على 25 % من بين أكثر من مليون لاجئ قدموا للقارة العجوز.
واعتبرت منظّمات إنسانية أنّ أعداد اللاّجئين الأطفال تجاوز رقما غير مسبوق، وسجّلت غرق العشرات منهم، كما ذكرت بأنّ العديد من المراكز الأولية لاستقبالهم لا تستوفي المعايير المتعارف عليها بالنسبة للغذاء والماء والرعاية الصحية، وقالت إنّ أوضاع الأطفال اللاّجئين مرشّحة لمزيد من التدهور بعد دخول الشّتاء.
ومعلوم أنّ الكثير من الأطفال تعرّضوا خلال رحلة اللجوء لأوروبا للاحتجاز بسجون دول مرّوا بها بطريق البلقان.