جدد أمس السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية موقف الجزائرالثابت من القضية الفلسطينية، مثمنا في كلمة ألقاها بقاعة “النصر” بمبنى الخارجية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة في 2 ديسمبر 1977، الانتصار السياسي الذي أحرزه الفلسطينيون يوم 29 نوفمبر الماضي والقاضي بحصولهم على صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة.
واعتبر مدلسي أن هذا الحدث يعد رمزيا وتاريخيا في آن واحد، كونه أضفى الشرعية بشكل لا لبس عليه على وضع دولة ملاحظ لفلسطين بعد24 سنة من اعلان سنة 1988 بالجزائر.
وأوضح وزير الشؤون الخارجية الحرص الذي تبديه الجزائر حكومة وشعبا تجاه الفلسطينيين الذي أظهروا فرحة عارمة إزاء ما حققوه في الأمم المتحدة، لأن الأمر يتعلق بفتح صفحات جديدة حاملة للأمل وللتحديات وللمسؤوليات والجزائر من جهتها ستساهم وستدعم هذا الانجاز نحو مستقبل زاهر.. هذا كله يتطلب ارادة قوية من قبل كل الشركاء من أجل التوصل الى حل عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد مدلسي على ضرورة وضع حد لسياسة الأمر الواقع الانتحارية وسياسة الأرض المحروقة، الممارسة من طرف اسرائيل، لأنها تهدد العيش في كنف السلم، وفي نفس التوجه يجب الادانة وبشدة اعلان اسرائيل بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية واحتجاز المداخيل من الضريبة العائدة للسلطة الفلسطينية، فمن الضروري إزالة بؤر الاضطرابات والاستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني للعيش في كرامة وسلام ضمن دولته السيادية التي تعد أولوية في الوقت الراهن.. وفي هذا الاطار فإن الشعب الفلسطيني يطالب بأن يحميه القانون من هذا الاحتلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري الذي أصبح لايطاق، لذلك فالمطلوب مساعدة الرئيس محمود عباس لانجاح رهان تحقيق السلام التفاوضي، لأن ذلك فرصة حقيقية لاعادة بعث مسارعملية السلام.
ولتجسيد هذا المسعى ينبغي الاستفادة من حيوية الديبلوماسية المتعددة الأطراف لإزالة العراقيل القائمة في مسار السلام الدائم والعادل، لأن الوضع يتطلب التزاما صادقا جديدا مع كل الشركاء دون استثناء.
ودعا مدلسي الفلسطينيين الى طي صفحة الانقسامات بصفة نهائية كونها أضرت بوحدة الشعب الفلسطيني قائلا: » ألم يحن الوقت للتذكير بمبادرة السلام التاريخية التي أعلنتها القمة العربية سنة 2002 ببيروت وتم تأكيدها في قمة الجزائر 2005، والتي تقضي بانسحاب اسرائيل من كل الآراضي الفلسطنيية المحتلة، منذ 67 وقيام دولة فلسطين عاصمتها القدس.
سفير فلسطين
نحمل رسالة سلام
أما سعادة سفير فلسطين بالجزائر السيد حسين عبد الخالق، فقد نوّه بموقف الجزائري تجاه القضية الفلسطينية والسياسية الثابتة والمبدئية المتبعة في هذا الشأن، ومذكرا بالمسعى الديبلوماسي الكبير الذي أداه السيد عبد العزيز بوتفليقة عندما كان وزيرا للخارجية وترأسه دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك لإلقاء كلمة من على منبر هذا المنتظم من طرف ياسر عرفات.
واعتبر سفير فلسطين حصول بلاده على صفة دولة غير العضو بالأمم المتحدة، بمثابة خطوة لانجاز كبير للاعتراف بالدولة الفلسطينية الكاملة الأركان.. وكذلك السعي من أجل توثيق العلاقات مع بلدان العالم موضحا بأن الكثير كان يعتقد بعد خروج المقاومة الفلسطينية سنة 82 من لبنان أن القضية انتهت لكن باندلاع الانتفاضة في 87 عاد الأمل للجميع باستعادة الأهداف الوطنية وتعزيز الوحدة من أجل الاستقلال.
وأضاف السفير بأن تاريخ 29 نوفمبر 2012 يعتبر انتصارا للحق والعدل وحرية الشعوب، شاكرا كل الشعوب التي دعمت هذا القرار حتى الممتنعة منها، واصفا إياه بالمنصف تجاه الحق الأدنى للشعب الفلسطيني لإزالة الاحتلال وبناء الدولة.. فقد آن الآوان، كي يستيعد الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، فالطريق طويل وصعب لأن الاحتلال يريد إبادة هذا الشعب.. وعناد اسرائيل لايعني كسر إرادة الفلسطينيين في النضال. . والذي يحمل رسالة الكفاح والسلام وأي مفاوضات مرجعيتها الشرعية الدولية، مؤكدا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية.
ماما دو أمباي:ضرورة التعجيل بالمفاوضات
أما السيد ماما دو أمباي المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة، فيرى بأن حصول فلسطين على صفة دولة غير عضو بالأمم المتحدة قرارـ تاريخي عهد الاعتراف بدولة كاملة هذا ما يستدعي التعجيل بالمفاوضات لحل دائم وعادل على أساس الشرعية الدولية مشيدا بدور الجزائر على صعيد دعم القضية الفلسطينية.
الجزائر تحيي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
مدلسي يشدد على وقف السياسة الانتحارية والأرض المحروقة لإسرائيل
جمال أوكيلي
شوهد:1913 مرة