تحاول أمريكا دائما أن تكون الشرطي العالمي بتدخلاتها في مختلف بقاع العالم، في إفريقيا وآسيا خاصة، بمبررات نشر السلم والأمن والديمقراطية وحماية الأقليات وغيرها من المصطلحات التي تحمل دلالات وقيمة ظاهرها إنساني وباطنها استعماري استغلالي.
وها هي اليوم تنافس فرنسا في هيمنتها على القارة الإفريقية، باعتبارها مستعمرات سابقة لفرنسا، وذلك بمحاولة تواجدها العسكري والبحث عن مبررات التدخل ودق ناقوس الخطر وطبول الحرب باسم محاربة الإرهاب، كما يجري له التحضير في شمال مالي وإقامة «أفريكوم..
فقد تدخلت في العراق بذريعة سلاح الدمار الشامل، وخطره على دول الجوار وتحرير الكويت وحماية الأكراد، فاحتلته ولم تنسحب منه إلا بعد ٨ سنوات، وكذا تواجدها بأفغانستان ومحاربة بن لادن والقاعدة.
فالسياسة الخارجية الأمريكية لم تتغير بالرغم من تغيير الرؤساء، لأن الرئاسة الأمريكية مؤسسة وليست أشخاص، وتعتمد الاستمرارية والواقعية القائمة على القوة والمصلحة الدائمة، فحيثما كانت المصلحة الأمريكية يكون التواجد الأمريكي حتى وإن تطلب ذلك إستعمال القوة والتدخل بغض النظر إن كان الرئيس الفائز «أوباما» أو «رومني» أو أي أمريكي آخر، رغم أن العرب يراهنون دائما على هذا الشخص أو ذاك، عشية كل انتخابات أمريكية أو فرنسية، متناسين أن قضيتهم الأساسية ـ فلسطين ـ لا تحلّ مادامت أمريكا تدعّم إسرائيل، باعتبارها منطقة نفوذ لها في الشرق الأوسط، ومادامت أمريكا تستعمل حق الفيتو لإجهاض القرارات التي يصدرها مجلس الأمن ضد إسرائيل، وبذلك يكون حق الفيتو خنجرا أمريكيا في خاصرة العرب.
وللعلم، تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ـ اليوم ـ بين الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، بعد أن أنهيا حملتهما الانتخابية بإبراز كل منهما مساوئ خصمه، في محاولة كل منهما كسب نقاط على حساب الآخر، وقد وصل بهم الحد إلى التهجم، كما فعل أوباما، حيث اعتبر تصريحات رومني بخصوص التغيير، أنه لا شيء يدل على ذلك، بل أن أفكاره قديمة وسيئة، كما وصفها.
الساحل الواجهة الساخنة الأخرى
س/ ناصر
شوهد:1709 مرة