تعدّ طهران من الدول الإقليمية الصّاعدة تتطوّر بخطى محسوبة ومحسومة لها تأثيرها الواضح في مختلف قضايا المنطقة، ويحسب لها ألف حساب كونها حصّنت نفسها بقوة دفاعية رادعة لكل من يريد المساس بمصالحا الإستراتيجية وأمنها القومي.
فقد كشف قائد القوة البحرية الإيرانية عن إنشاء قواعد لطائرات من دون طيّار في شرق وشمال وغرب مضيق هرمز، مشيرا إلى أنّ تحليق الطّائرات بدون طيّار يجري في شمال الخليج بصورة دائمة، فضلا عن مضيق هرمز. وأضاف الأميرال على فدوي أنّ هذه الطّائرات مزوّدة بذات الصّواريخ الموجودة على السّفن الحربية أو في السواحل لضرب الأهداف العسكرية بالبحر، وهي صواريخ كروز وطنية الصنع، وتستخدم في القطع البحرية أو في السّاحل، ولإيران كذلك صواريخ مضادة.
لذا فإنّ الصّواريخ متوسّطة المدى التي تلبّي حاجيات البحرية الإيرانية يمكن نصبها على طائرات من دون طيّار، وهو الأمر الذي يجري تنفيذه حاليا.
وهناك طائرات من دون طيّار انتحارية يمكن اعتمادها كصاروخ تكتيكيا وليست استراتيجية، أي أنّ الشّخص في ساحة العمليات هو الذي يقرّر حسب الظّروف بأن تعمل الطائرة كصاروخ.
مناورات بحرية في مضيق هرمز
جرت مناورات عسكرية مشتركة إيرانية بالكستاتية شرق مضيق هرمز أمس الثلاثاء وتستمر أربعة أيام، وقد أكّد وزير الدفاع الإيراني أنّ المناورات رسالة سلام وصداقة ونوع من بناء الثّقة بين البلدين.
وقد وصلت مجموعة من السّفن الحربية الباكستانية إلى ميناء بندر عباس جنوب إيران السبت الماضي للمشاركة في المناورات، وأضاف وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أنّ هذا النوع من التّعاون رسالة سلام وصداقة بين البلدين بالرغم من وجود بعض الاشكالات على الحدود أحيانا، والتي تعتبر أحداثا عابرة لا تؤثّر على متانة العلاقات وعلى التّعاون العسكري بين البلدين.
وكشف قائد مقر معاوتية شؤون العمليات في سلاح البحر الإيراني “شهرام إيراني”، أنّ مجموعة السّفن الحربية الباكستانية القادمة لإيران تضمّ قاذفة صواريخ وبارجة إمداد وغوّاصة متطوّرة، لافتا إلى أنّ المناورات تصبّ في سياق التّعاون العسكري بين البلدين وسالة سلام بينهما، لكنها بالمقابل تعتبر عملية ردعية لمن يريد المساس بمصالح إيران الإستراتيجية أو محاولة الحدّ من حقّها في اكتساب التّكنولوجية النّووية. وتعدّ زيارة مجموعة السّفن الحربية الباكستانية التي رست في المنطقة البحرية الأولى لسلاح البحر التابع للجيش الإيراني في ميناء بندر عباس فرصة ليلتقي الوفد الباكستاني المرافق لنظرائه الإيرانيين.
ويعتبر مضيق هرمز منطقة استراتيجية كونه تمر عبره ثلث حجم صادرات العالم البحرية من النفط، وهو ممرّ مائي بين إيران وسلطنة عمان.
وتراقب قوات بحرية غربية بقيادة أمريكية المنطقة لضمان مرور هذه الشّحنات بأمان، وقد تعرّضت الأسبوع الماضي حاوية نفط خام لإطلاق نار أثناء إبحارها في المضيق لكن مثل هذه الحوادث نادرة الوقوع.
وقد اعتبرت إيران على لسان قائد بحريتها أنّ القوات الأمريكية هي سبب الخلل في الخليج، كما اعتبر ولايتي الاتحاد الأوروبي بمثابة دمية أمريكية بالزج به في مستنقع تدخّلاتها مثل ما فعلت في العراق باعتدائها الثلاثيني، واستعمارها له مدة ثماني سنوات. وحذّرت إيران أمريكا من خرق مجالها الجوي أو البحري، وقد رست غوّاصة وبارجة إيرانيتين في الخليج بالتّزامن مع المناورات الأمريكية.
وبفضل السّياسة المدروسة لقادتها ورفع التحدي من خلال الاختراعات العلمية والتكنولوجية والعسكرية التي حقّقتها على الأرض، فإنّ إيران تتبوّأ اليوم مكانة مرموقة أمام الدّول، وتكسب احترام وودّ المجتمع الدولي واعتراف العدوّ قبل الصّديق.