البحث عن شراكة متكافئة تستثمر في الشعوب و السلام

بعد القمم الثلاثة التي عقدت في القاهرة ولشبونة وطرابلس، تلتئم اليوم وغدا في العاصمة البلجيكية بروكسل القمة الأوروبية ـ الإفريقية الرابعة تحت شعار “الاستثمار في الموارد البشرية والرخاء والسلام”.
ويأتي انعقاد هذه القمة التي تمثّل خطوة أخرى نحو تعزيز الشراكة بين الإتحاد الأوروبي والقارة الإفريقية، وسط تطورات متلاحقة شهدتها القارتان تستلزم إعادة النظر في هيكل العلاقات بين الجانبين.
إذ شهد البيت الأوروبي توسعات بانضمام دول جديدة لعضويته، كما عرف المشهد الاقتصادي به تغيرات فرضتها عليه الأزمة الاقتصادية التي عصفت به، وعلى الجانب الإفريقي أيضا حدثت تغيرات عديدة، ومن ثمّ هناك تحديات كبرى تواجه الأفارقة والأوروبيين، لعلّ أهمها  تعزيز نمو اقتصادي مستدام وخلق فرص عمل وتحسين الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتحسين مناخ الأعمال وتعزيز تطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع إعطاء اهتمام خاص للمرأة والشباب، وفي الوقت نفسه هناك آمال كبيرة مشتركة بينهما يجب العمل على تحقيقها.
الاستثمار في السلام أساس التنمية
وعن المجالات الثلاثة التي تمّ اختيارها لتكون محل تركيز القمة وهي “الشعوب والإزدهار والسلام”، نجد أن الاستثمار في الشعوب هو جوهر الشراكة الأوروبية - الإفريقية وستتيح القمة الفرصة لمناقشة كيفية الاهتمام بالثروة البشرية من خلال التعليم والتدريب، أما الاستثمار في الرخاء، فعلى القارتين إيجاد طرق مشتركة لتحفيز النمو الذي من شأنه خلق فرص العمل للشباب.
وبخصوص الاستثمار في السلام، فهو أساس التنمية وحماية الشعوب، وثبت أن التعاون بين القارتين في هذا المجال يؤتى ثماره، مثلما كان الحال في منطقة القرن الإفريقي مثلا، لذا ستبحث القمة سبل دعم التعاون بين أوروبا وإفريقيا في هذا الشأن.
يذكر أن رؤساء الاتحادين الأوروبي والافريقي اعتمدوا عام 2007 الاستراتيجية الأوروبية - الافريقية المشتركة كإطار للسياسة التي تحدّد التعاون بين القارتين استنادا على رؤية ومبادئ مشتركة.
هذا و على صعيد متصل انطلقت الاثنين أشغال منتدى الأعمال الأوروبي - الإفريقي الخامس في بروكسل واختتمت أمس.
وجرى تنظيم المنتدى باعتباره إحدى الفعاليات الرسمية المصاحبة لمؤتمر القمة الأوروبية - الإفريقية، حيث اجتمع نحو 500 مشارك يمثلون القطاع الخاص ورجال الأعمال من مختلف أنحاء أوروبا وإفريقيا إلى جانب المسؤولين الحكوميين من القارتين.ومعلوم أن صادرات الإتحاد الأوروبي إلى إفريقيا بلغت نحو 153 مليار يورو في 2013 أما وارداته من إفريقيا فكانت بقيمة 168 مليار يورو.