ردا على احتجاجات «السترات الصفراء»، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب مطوّل، أمس، عن حوار مجتمعي شامل لتوضيح أهمية الانتقال البيئي. كما أشار ماكرون إلى «ضريبة أكثر ليونة»، يتم مراجعتها كل ثلاثة أشهر لتتجاوب مع تغيرات أسعار النفط العالمية. كما أعرب الرئيس الفرنسي عن تفهمه «لحالة الغضب» لدى الفرنسيين، مشددا في الوقت نفسه على أنه «لن يتنازل في مواجهة الذين يهدفون للتخريب».
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب، أمس الثلاثاء، إنشاء مجلس أعلى للمناخ، مشيرا إلى أن فرنسا لم تقم إلا بالقليل في مواجهة التغير المناخي وأن الأجيال القادمة سيتحملون عبئا بيئيا.
شدّد ماكرون على أن إحداث التغيير لن يتم إلا من خلال الالتزام بالمسؤوليات وما تم التعهد به خلال الحملة الانتقالية، مشيرا إلى أن ضريبة الكربون تم اعتمادها عام 2009 و2014 و2015.
تابع قائلا: «كيف يمكننا أن نقول لأولادنا أنهم يستنشقون هواء ملوثا بسبب سياساتنا؟ من مسؤوليتي ضمان الانتقال البيئي وهذا له كلفة، علينا أن نخرج من الوقود الأحفوري».
أوضح الرئيس الفرنسي أهمية الخروج من استخدام الوقود الأحفوري ودور ذلك في التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، مشددا على أن التحول البيئي يحتاج نهجا وتحالفا أساسه المجتمع.
تابع قائلا : « ندعو إلى استخدام سيارات كهربائية و قد قدمنا علاوة لمن يقوم بشراء سيارات أقل تلوثا».
كما تحدث ماكرون عن الطاقة البديلة قائلا: «علينا تقليص استخدامنا من الغاز والنفط والفحم، و أن نبني اقتصادا خفيضا للنفط ولذلك سنقوم بإغلاق جميع مناجم الفحم الحجري بحلول عام 2020 ... إستراتيجيتنا تهدف إلى استخدام الغاز الحيوي والطاقة المتجددة كالرياح والشمس والطاقة الهيدرولوجية».
تابع بأنه سيتم إيقاف 14 مفاعلا نوويا بحلول العام 2035 حسب جدول زمني محدد».
أتفهم المحتجين لكن لا أقبل العنف
حول الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا خلال الأسبوعين الماضيين، قال ماكرون إنه «هناك حركة احتجاجية انطلقت منذ عدة أسابيع، أفضت إلى مظاهرات مهمة ولكن أيضا إلى أعمال عنف غير مقبولة. وأنا لا أخلط بين أعمال العنف والتظاهرات. وبين المتظاهرين ومن يقومون بأعمال عنف. أتفهم مخاوف من يقول إن الفرنسيين يدفعون ضريبة الانتقال البيئي دون أن يروا نتيجة ذلك».
دعا ماكرون إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلا: «يجب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء».
أوضح أن رئيس الوزراء إدوار فيليب سيقوم بإعداد منهجية للتشاور لإيجاد حلول مناسبة بحسب طبيعة كل منطقة.
أعلن عن آلية تسمح أن تكون الضريبة أكثر ذكاء وليونة، بحيث يتم مراجعة قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط.
قال الرئيس الفرنسي، إنه «يستمع للغضب وهو مشروع. ولكن يجب أن نوضح الحلول البديلة للمواطنين. ينبغي لنا خلال 3 أشهر بناء حلول ملموسة بالتعاون مع السلطات المحلية المختلفة. سنقدم خلال الثلاثة أشهر القادمة حلولا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل».
شدد على أنه «لن يختبئ» أمام الالتزامات السابقة، بالرغم من تفهمه لحالات الغضب، مشيرا إلى أن ما نلمسه هي نتائج الانتقال البيئي. وقال: «علينا تحديد ميزانيات خاصة لمواجهة ذلك. هذه الأزمة لا تمر فقط بسعر الوقود، وأنا أعترف أنني أتشاطر كل مشاعر الغضب التي تم التعبير عنها. لن أكون ضعيفا أمام أعمال العنف».
هذا وقد أعلنت حركة «السترات الصفراء» التي تقود مظاهرات احتجاجية في فرنسا منذ أسبوعين، عن تشكيل وفد رسمي لبلورة مطالبهم وتقديمها للحكومة
«السترات الصفراء» تشكّل وفدا لبلورة مطالبها
ماكرون يصف المتظاهرين بالمخربين ويرفض التنازل
شوهد:1380 مرة