عرفات مزوار لـ«الشعب»:

الفريق الوطني في وضع صعب .. لكنـه قـادر على تجـاوزه

حاورته: نبيلة بوقرين

طالب الدولي الجزائري السابق عرفات مزوار، رابح ماجر بالتركيز على العمل مع الفريق الوطني من أجل إعادة روح المجموعة من جديدة للخروج من الوضع الصعب الذي يتواجد فيه المنتخب بعد الفشل في التأهل لمونديال روسيا 2018، مؤكدا أن المنصب الذي يتواجد فيه معرض للانتقاد سواء من الأسرة الإعلامية أو الجمهور وهذا أمر عادي ولهذا عليه أن يتقبل الانتقاد ويجعل منه محطة للسير نحو الأفضل، كما عبر عن تفاؤله بعودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة في المستقبل لأننا نملك الإمكانيات اللازمة.
«الشعب»: كيف تعلّق على مستوى الفريق الوطني في اللقاءين الأخيرين؟
«مزوار»: المنتخب الوطني لكرة القدم يمر بوضع كارثي وهذه هي الحقيقة بدليل أننا لم نتمكن من التأهل لمونديال روسيا 2018، فيما تمكنت فرق أخرى من العودة بقوة إلى الواجهة وستكون حاضرة في هذا الموعد الكبير  .. في حين أن اللاعبين الجزائريين سيتفرجون فقط وذلك راجع إلى النتائج السلبية التي طالت الفريق في الفترة الأخيرة بسبب غياب روح المجموعة، إضافة إلى التنصيف العالمي بعدما كنا مع الـ 20 الأوائل، الآن نحن في المرتبة الـ 69 وهذا راجع إلى الهزائم التي طالتنا خلال التصفيات الخاصة بالمونديال.
 من المسؤول على هذا الوضع الكارثي حسب رأيك؟
  الخطأ الأول لوصولنا لهذا الوضع عندما سمحنا للمدرب غوركوف بالمغادرة لأنه يملك الإمكانيات اللازمة للرفع من مستوى الفريق الوطني وهو من بين أفضل المدربين في تاريخ الكرة الجزائرية، أما ليكانس تمّ التعاقد معه لأنه لم يكن هناك الوقت الكافي ما جعل الأمور تتعقد أكثر من السابق، بينما ألكاراز لم يمنح الوقت الكافي للعمل لأنه مدرب كبير وهو خريج المدرسة الاسبانية ورغم إلا أن المبلغ الكبير الذي أخذه مقابل اشرافه على الفريق كان بإمكان الاتحادية أن تبني مركز تكوين كبير يستفيد منه الجزائريون في المستقبل، ولهذا فإن الإستراتيجية المنتهجة في التسيير هي السبب في وصول المنتخب لهذا الوضع الكارثي.
 ماذا تقصد؟
 لو تعطى الأولوية للتكوين واللاعبين المحليين الذين ينشطون في البطولة الوطنية من أجل رفع مستوى كرة القدم الجزائرية مثلما كان عليه الحال في السابق نستطيع أن نعيد الفريق الوطني إلى الواجهة من جديد لأنه في السنوات الماضية كان هناك لاعبين كبار ويلعبون بطريقة احترافية، ولكن الإهمال منعهم من البروز وإعطاء الإضافة لأن هدف كل لاعب هو الوصول إلى المنتخب الوطني حتى وإن كان ضعيف في المستوى وهذه هي قاعدة كرة القدم ولكن على المدرب أن ينتقي الأنسب والأكثر جاهزية من الناحية البدنية والنفسية يتمتع بالفرديات سواء يلعب في الجزائر أو في الخارج.
 هل زطشي هو المسؤول على الوضع؟
  زطشي أعرفه جيدا وهو الرجل المناسب لأنه ابن الميدان وتمكن من النجاح مع نادي بارادو في السابق، ولكن المحيط وبعض الأشخاص المتواجدين معه منعوه من التركيز على العمل لأنهم ليسوا أهل الميدان، إضافة إلى المنظومة الكارثية التي ورثها والتي يعرفها الجميع، ولهذا عليه أن ينسى الخلافات الشخصية واللانتقادات والأمور المتعلقة بالمكتب السابق ويركز على العمل سينجح على رأس الاتحادية من خلال وضع كرة القدم كهدف مباشر للرفع من المستوى وإعادة الأمور إلى الطريق الصحيح من جديد.
 ما هو رأيك في ما يقدمه رابح ماجر على رأس المنتخب الوطني؟
 المدرب الحقيقي هو الذي يتمكن من خلق روح المجموعة وفرض نظام معين خاص به وهذا هو الأمر الذي نفتقده نحن الآن على مستوى الفريق الوطني رغم أننا نملك الإمكانيات الفردية والمادية، إلا أن اللعب الجماعي غائب ما يعني أن هذه الأمور قد تجعلنا نعود إلى النفق المظلم الذي كنا عليه في السنوات الماضية.
 كيف تعلّق على النتائج الأخيرة ضد كل من نيجيريا وأفريقيا الوسطى؟
 حسب اعتقادي، فإن النتيجة المحققة ضد كل من نيجيريا وأفريقيا الوسطى ليست معيار حقيقي لنقيس عليه مستوى الفريق الوطني لأن الأول تأهل إلى المونديال ما يعني أنه لم يقدم كل ما لديه فوق الميدان، فيما يعد الثاني ضعيف بالمقارنة مع الإمكانيات الموجودة في منتخبنا، ولهذا يجب أن يفكر المدرب واللاعبين في المواجهات القادمة المتعلقة بتصفيات كان 2019، لأنها الهدف الأساسي والمباشر لهم لعودة إلى الطريق الصحيح لأنه من غير المعقول أن نغيب عن الموعد الأفريقي وكلنا متفائلون بأن تكون النتائج القادمة إيجابية.
ماجر مطالب بالتركيز على العمل من أجل إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح وتحقيق نتائج إيجابية تسمح لنا بالتأهل لكأس أفريقيا القادمة، وعليه أن يتقبل الانتقادات لأن المنصب الذي يتواجد فيعه يجعله عرضة للانتقاد سواء من طرف الإعلام أو الجمهور وهذا أمر منطقي ومفروغ منه، وبالتالي يجب أن يشرع في انتقاء التشكيلة الملائمة من خلال استدعاء اللاعبين الأكثر جاهزية مع توظيفهم في المناصب التي يلعبون فيها مع نواديهم حتى تكون لهم الإضافة اللازمة لأن المادة الخام موجودة وتنتظر فقط من يستغلها وفقا للإستراتيجية والخطة التكتيكية الملائمة، كما أنه يعمل رفقة ثنائي رائع ويعرف جيدا خبايا كرة القدم والأمر يتعلق بكل من إيغيل ومناد إضافة إلى مدرب الحراس حنشاد الذي يملك خبرة هو الآخر وهناك نقطة أريد إضافتها.
ما هي، تفضل؟
 المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين ومن حقهم الإنتقاد وعلى ماجر أن يجعله بمثابة محطة من أجل التحسن للأفضل والرفع من مستوى الفريق، وعلى سبيل المثال نجد المدرب السابق للمنتخب الفرنسي إيمي جاكي الذي تعرض لانتقادات كبيرة من طرف الإعلام الفرنسي، إلا أنه تمكن من الرد بطريقته ومن دون نرفزة، حيث احترم رأي الإعلام وفاز بكأس العالم عام 1998، ولا يخفى على الجميع أن الإعلام محور أساسي وحسّاس قد يجعلك تنجح وتذهب بعيدا أو العكس ولهذا نتمنى أن يعود المنتخب إلى الواجهة من جديد. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024