منذ بداية الوضع الصحي الذي فرضه انتشار فيروس كوفيد 19، اندمجت جمعيات عدة بورقلة في خط المواجهة للتصدي للوباء في مختلف مناطق الولاية، ومن بين العديد من المبادرات مثّلت خطوة تشكيل خلية أزمة بالقصر العتيق والأحياء المجاورة له لمكافحة كورونا.
قصد توحيد الجهود والعمل وفق برنامج مسطّر وموحّد بالتنسيق مع السلطات المحلية في الولاية، تمّ إنشاء لجان وتحديد مهام خاصة بها حسبما أوضح لـ «الشعب» عناصر الخلية التي باشرت عملها منذ بداية انتشار الفيروس، ومازالت نشاطاتها مستمرة إلى غاية الخروج من هذه الوضعية الوبائية كما تمّ التأكيد عليه.
وتكفّلت الخلية في ظل الظروف الصحية الخاصة التي تمر بها بلادنا، وعبر لجنة الصحة والوقاية بتسجيل تدخلات طبية منزلية متعلقة بإجراء التحاليل الطبية ووخز الإبر وتقديم الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى تعقيم عديد المؤسسات والمصالح العمومية والمراكز التجارية الكبرى، والتركيز على استمرارية عملية تعقيم مختلف الأحياء بالقصر العتيق والأحياء المحيطة به وفق برنامج أسبوعي، فضلا عن ضمان تنقلات المرضى وكبار السن أثناء فترة توقف وسائل النقل التي تكفّلت بها لجنة النقل.
واهتم أعضاء الخلية بفتح ثلاث ورشات لخياطة الكمامات والألبسة الواقية من أجل توفير الوسائل الوقائية للمواطن المحلي، وفي هذا الإطار تمكّنت من تجهيز 80 ألف كمامة خلال فترة الأزمة وتوزيعها على مختلف المصالح الإدارية والمؤسسات، بالإضافة إلى 1500 كمامة تمّ توزيعها على منازل القصر، وذلك بالتعاون مركز التكوين المهني بسيدي خويلد وتدعيمه بخيّاطات متطوعات.
ومن أجل تحقيق أهداف الخلية المنشأة بمشاركة منسقي 8 أحياء هي بني سيسين، بني وقين، بني براهيم، غربوز، تزقرارت، إفري، سعيد (01)، القارة، وبغرض المساهمة في جهود الدولة ومساعي التصدي والحد من انتشار فيروس كورونا، ركّزت نشاطات اللجان المتخصصة على العمل على تلبية احتياجات المواطنين أثناء الحجر، وإحصاء الحالات الاجتماعية والمعوزين والمتضررين من الأزمة، حيث تمّ التكفل بالاحتياجات اليومية لبعض العائلات المعوزة أثناء إجبارهم على الحجر المنزلي، كما تمّ توزيع 60 ظرفا ماليا بقيمة 3000 دج للعائلات المعوزة والمتضررة من الأزمة في مختلف مناطق الولاية.
وفيما يتعلّق بالمساهمة في توعية المجتمع بمخاطر الوباء ووقاية المحيط، نشّطت خلية الأزمة للقصر العتيق والأحياء المجاورة له في إطار لجنة الإعلام والتوعية، ما يعادل 30 حصة من تقديم أطباء ومختصين ومشايخ تمّ بثها عبر وسائط التواصل الاجتماعي لحث المواطن على تجنب السلوكات السلبية التي من شأنها توسيع دائرة انتشار الوباء، كما سجّلت تدخّلات ميدانية لأعضائها لتوعية أفراد المجتمع للتصدي للتجمعات التي لا تحترم الحجر، وتكثيف الدعوات لتنظيم حملات النظافة بحلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وما ينجر عن ذلك من انتشار للحشرات السامة عبر مختلف الأحياء، وفي محيط البيوت المهدّدة بالسّقوط ومن أجل القضاء على النّقاط السّوداء لتراكم الردم.