اهتزت أركان كرة القدم الجزائرية على وقع فضيحة «التسريب الصوتي» حول ترتيب محتمل لمباريات الرابطة المحترفة الأولى.. ليتأكد للجميع أن مسائل فساد تنخر جسد اللعبة الشعبية رقم واحد في بلادنا.
منذ سنوات قليلة سعدنا كثيرا بدخول الاحتراف لكرتنا، وتفاءلنا خيرا في إمكانية رفع مستوى التسيير وإنشاء محيط يقوي المردود الفني لدى اللاعبين من خلال هذا «العالم» الجديد، حتى أن صورا جميلة أصبحت في مخيلة كل المتتبعين بصفة افتراضية، بالنظر للوعود التي أطلقها المعنيون بالعملية..
لكن للأسف الشديد أصبحنا في موقع من يجري وراء سراب حقيقي.. وباتت كرتنا محليا في الحضيض بسبب عوامل «تجذبها» نحوالأسفل في عملية عكسية لما كان منتظرا منها، حيث يؤكد العديد من المتتبعين ليوميات الكرة أن المجهود والتحضير للتنافس الشريف أضحى في العديد من الأحيان في الخانة الأخيرة ضمن سلم الاهتمامات
جلبت « الكرة « أشخاصا غرباء عن الرياضة النظيفة بكل معانيها ، واختصروها في المال وتحويلات اللاعبين .. وباتت القضايا غير الرياضية تتصدر اهتمامات الإعلام وبصفة مركزة بعيدا عن المجال الفني، التكويني والنشاطات الفعلية للشباب الشغوف لجوّ أو محيط ملائم للتطور والتألق خدمة للرياضة والوطن.
فشل رياضي وتنظيمي
في كثير من الأحيان نتساءل عن نقاط جوهرية في عدم قدرة أنديتنا على تموين المنتخب الوطني بلاعبين مميّزين .. لكن الإجابة هيكلية وتنظيمية بالدرجة الأولى قبل أن تكون فنية ، باعتبار أن التفكير ينصب أكثر على أشياء بعيدة عن الرياضة لدى العديد من المسيرين الذين «يتسابقون» في «الميركاتو» للبيع والشراء.. وبيع الأوهام للأنصار الذين في كثير من الأحيان «يجرون وراء خيط دخان» ويصطدمون بواقع أخر، لتبدأ الضغوط على الطواقم الفنية بصفة دورية تؤدي دائما الى مشاكل داخلية ويدخل النادي في دوامة قد تؤدي به إلى الأقسام السفلى.
وضعية الكرة أصبحت غير مريحة للكفاءات .. هذه الأخيرة فضلت «التواري» كون لعبة الكواليس توسعت رقعتها بشكل كبير والحديث عن مقابلات « مرتبة « كثيرا ما يتم تداوله،.. وفي ظل هذا الديكور فان النتيجة «منطقية لأبعد درجة» وهي أن الحدث بات في أروقة المحاكم بعد التسريب الصوتي حيث أكد وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي محمد على أن « التسجيل صحيح».. وأدخل المشتبه فيهما فهد حلفاية ونسيم سعداوي الحبس المؤقت في انتظار مواصلة التحقيقات في القضية.
فالسلطات العمومية عن طريق وزير الشباب والرياضة الذي أكد في تدخلاته أنه سيسعى ضمن مبدأ «أخلقة الرياضة» ومحاربة الفساد .. والذي يبقى السبيل الأمثل للوصول الى جعل الرياضة في ميدان التنافس الشريف الذي يعطي قيمة للممارسين وفق قواعد اللعبة بعيدا عن كل النقاط السلبية التي تمس بسمعة هذه الرياضة التي نتمنى رؤيتها في مستوى يتطابق مع المستوى الذي قدمه الفريق الوطني في كأس إفريقيا عندما عاد بالتتويج القاري من أرض الكنانة في واحدة من أبهى صور للكرة الجزائرية .. وما الفرحة العارمة التي عاشها الشعب الجزائري في تلك اللحظة لدليل على تمسكه وتعلقه بها.