رضا ماتام

من يريد تنظيف الكرة نحن معـــــه

حـاوره: فؤاد بن طالب

لا يختلف اثنان على تطورات قضية التسجيل الصوتي الذي تناوله الإعلام بصفة عامة بين المدير العام للوفاق السطايفي فهد حلفاية والمناجير نسيم سعداوي كشف القناع على عدة أمور كانت مختفية ومنها الفساد الكروي في الجزائر.
وحسب عديد المختصين الذين تحدثوا لنا فأن الفساد ليس وليد قضية هذا التسجيل الصوتي بل يعود إلى سنوات سابقة بعدما اقتحمت بارونات عالم الكرة المستديرة عبر بوابة كانت مفتوحة فتمكنوا من السيطرة على المشهد الرياضي بانتهاج سياسة التسيير الفاسد .. و في هذا الاطار كانت لنا دردشة مع اللاعب الدولي السابق رضا ماتام الذي تحدث في الموضوع.
- «الشعب»: كيف تلوح لك وضعية كرة القدم الجزائرية في ظل «وباء الفساد» الذي بدأ يظهر على السطح ؟
 «ماتام»: أكثر من 20 سنة والفساد ينخر المنظومة الكروية عالميا ووطنيا وأصبح المفسدون يتباهون به، ويتحدثون جهرا بالهواتف الشخصية لأنهم كانوا محميين ومطمئنين لأن وراءهم سياج منيع، واليوم حان الوقت لكشف المستور على هؤلاء المفسدين، وإعطاء المشعل للرجال النزهاء وخريجي المعاهد في المجال الرياضي لتسيير منظومتنا الكروية ، وعليه فالمسألة ليست خاصة بحلفاية ونسيم سعداوي وإنما هناك أشخاص وراء الستار هم الذين يشجعون على الفساد.
- هل من توضيح أكثر ؟
 حاليا والحمد لله لدينا دولة محترمة و نسير ضمن الجزائر الجديدة يسيرها رجال أكفاء ومخلصين لهذا الشعب الكبير، ونشير هنا وليس ببعيد تقدم الكثير من الرجال المخلصين لتسيير الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، لكنهم وجدوا عراقيل جمة أمامهم ففضلوا الابتعاد باحترام، خوفا على مبادئهم.
- ما تعليقك على التسجيل الصوتي الذي قاد حلفاية ونسيم إلى السجن ؟
  كل شيء واضح ولا ينتهي عند حلفاية ونسيم، بل هناك منظومة كروية فاسدة وأعتقد أن رجال الشرطة والقضاء استمعوا للتسجيل الصوتي وأكدوا ما فيه باحترافية وإن شاء الله، نحن في بداية التحقيقات وأعتقد أن الأمور لن تقف هنا...
- كيف ترى مستقبل الوفاق ؟
 كل الفرق بريئة من هذا التسجيل، وهذه فرصة لتنظيف الفرق من العصابة، وعليه فنحن كرياضيين ولاعبين دوليين من أراد تنظيف الكرة الجزائرية فنحن معه، ومن أراد أن يسيء للوفاق السطايفي فهي معركة خاسرة.
بعد ما حدث اصبح من الضروري تنظيف المحيط من الدخلاء على الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ؟
 تنظيف المحيط أصبح أكثر من ضروري وقبل هذا وضع دفتر شروط يتضمن بنود صريحة وجريئة مع سن قوانين جديدة من طرف الوزارة الوصية، وهنا يمكن رؤية المسؤول الذي تتوفر فيه شروط التسيير من ثقافة عامة، وثقافة رياضية، خاصة وأن الجامعة الجزائرية في كل سنة يتخرج منها طلبة بشهادات عالية في مجال التسيير الرياضي وغيره، إضافة إلى هذا لابد ان يكون رئيس الفريق تتوفر لديه شروط عديدة وتكون مقننة في دفتر الشروط تتمثل في أخلاقه، وكفاءته الرياضية والخبرة المطلوبة في التسيير.. بهذه العوامل يمكن أن نعيد للكرة الجزائرية بسمتها التي ضاعت منها منذ سنوات.
- هل يمكن القول ان النشاط الرياضي ارتبط كثيرا بالمال ؟
 هذا ما عبد الطريق أمام الدخلاء في التسيير لأن همهم الوحيد هو المال، ونرى الآن عواقب كثيرة أبعدت الممارسة الكروية على مسارها الصحيح والقانوني، والفرق أصبحت تسير من طرف « دخلاء» في غياب أي إستراتيجية تعيد قليلا من الروح إلى الكرة الجزائرية.
-  ألا ترى بأن هناك خلل في التسيير ؟
 لابد على الاتحادية والرابطة أن تراجع أوراقها في التسيير الإداري، وحسب رأيي هناك خلل، وهذا ينطبق على كل الرابطات لأننا نجد أشخاصا لا علاقة لهم لا بالرياضة ولا بالتسيير الإداري ولكنهم أصحاب النهي والأمر، وهذا ما يعني أن لعبة القط والفأر واردة، ولذلك يجب أن تكون غربلة شاملة في مجال التسيير على مستوى الهيئات المعنية، خاصة وأن الكفاءات الشبانية وخريجي المعاهد العليا الإدارية والجامعة موجودون، لذلك لابد من اتخاذ قرارات جريئة لضم البعض من هؤلاء واقحامهم في تسيير الإدارات المعنية بالرياضة، وهذا ينطبق على جميع الرياضات وليس كرة القدم فقط.
- معنى هذا ان القضية متعلقة بغياب الكفاءات ؟
  القضاء على الدخلاء، والحمد لله نحن مع جزائر جديدة نطالب بضم الكفاءات الرياضية التي هي الآن تنتظر الإشارة فقط .. بهذه الطريقة نقطع الطريق أمام «عصابات الرياضة» والدليل أن مشروع الاحتراف الذي مر عليه عدة سنوات كان مشروع فاشل لأنه أشرف على تطبيقه عصابة فاشلة إداريا ولا علاقة لها بالتسيير همها الوحيد هو «البزنسة» على حساب هذه اللعبة الشعبية.
- كيف ترى وضعية الأندية ؟
  أعتقد، وهذا ليس غريبا بأن أغلب الأندية تعيش وضعا ماديا صعبا وتنتظر دائما إعانات الدولة، رغم أن قوانين الاحتراف واضحة في هذا المجال، غير أن الرؤساء يبحثون عن النتائج الفورية للأكابر، ونسيان الفئات الشبانية وعدم الاهتمام بها ماديا، وتحدث بعدها مشاكل كبيرة ، لأن الرئيس الناجح هو الذي يخطط قبل بداية الموسم لكل صغيرة وكبيرة، وعليه فإن المسير الواعي هو المسير المحترم، ويعمل بلغة الاحتراف مع ناديه.
- حدثنا عن دور وسيط اللاعبين في الكرة الجزائرية ؟
 عمل هذا الشخص قضية أموال، وعند الدول الكبيرة فهم مرفوضون خاصة عند الفرق المحترفة، لكن رجال البزنسة عكس ذلك، لأن هذا المناجير عند الفرق التي تحترم نفسها يجب أن يتعامل هذا الوسيط مع المدير الفني والمدرب فقط ليتحدث على هذا اللاعب أو ذاك وما هو المركز المطلوب يبقى الرئيس لا يحضر نقاش هذا اللاعب وإنما يحضر في آخر دقيقة في صورة ما إذا كان الجهاز الفني قد اتفق مع المناجير، فالرئيس يحضر لإمضاء العقد ولا يتدخل فيما جرى ما بين المناجير والمدرب، وهنا تظهر شخصية المسير.
- بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي، ماذا يقول رضا ماتام ؟
  الحجر الصحي أعاد الكثير من الأمور إلى نصابها على غرار النظافة، الوقاية والانضباط، ومن جهة أخرى كشف أمورا خطيرة ستعود بالفائدة على هذه اللعبة .
- بماذا يود ماتام ختام هذا الحوار ؟
  أشكر جريدة الشعب على ما تقوم به من بحث وتنقيب على المواضيع الهامة والتي تخدم المصلحة الوطنية، فأنا شاكر لكل عمالها ونتمنى للجزائر الأمن والاستقرار ولنا ثقة كبيرة في دولتنا المحترمة للقضاء على فيروس كورونا الذي بعث الرعب والخوف في العالم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024