تمسكت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمبدأ استمرار الرابطة المحترفة الأولى و لعب المقابلات المتبقية من الموسم الحالي و عدم التفكير تماما في « بطولة بيضاء» ، رغم التوقف الاضطراري بسبب تفشي وباء كورونا حيث أنها حددت خارطة طريق في انتظار رفع الحجر الصحي و قرار السلطات العمومية بشأن الاستئناف لتحديد الرزنامة القادمة لتحضيرات الأندية و كذا برنامج المقابلات و كل الظروف التنظيمية التي ترافق الاستعداد و إجراء اللقاءات .
فقد عرفت الساحة الكروية الجزائرية نقاشا واسعا فيما يخص مصير البطولة الحالية قبل إعلان المكتب الفيدرالي عن الإجراء الخاص بتمسكه بمواصلة الجولات المتبقية ، خاصة و ان فكرة إنهاء المنافسة في الجولة التي توقفت فيها البطولة .
و لذلك ، فان الأراء منصبة حول الكيفية التي سوف يعود النشاط بشكل « عادي « و التنافس على اللقب و الأماكن المؤهلة الى منافسة دولية و كذا تفادي السقوط الى الدرجة السفلى .
و ركز المعنيون بالمنافسة على ضرورة توفير كل الشروط لحماية صحة اللاعبين و بصفة مستمرة ، بالنظر لخطورة الفيروس حيث أن طبيعة لعبة كرة القدم تجعل من الاحتكاك في « مركز مهم» خلال المقابلات .
انتظار الضوء الأخضر
و بدون شك ، فانه في حالة إعطاء الضوء الأخضر لاستئناف المنافسة ستكون النقاط المرافقة للقرار جد صارمة متعلقة في المقام الأول بالجانب الصحي ، و الذي يتطلب امكانيات كبيرة خاصة باختبارات الكشف و المتابعة المستمرة للأمر .. و قد تضطر الفرق الى المكوث في فنادق لمدة اجراء المقابلات المتبقية من الموسم لتفادي أي طارئ .
و هذا الأمر يتطلب توفير إمكانيات كبيرة للأندية للسماح لها تقديم هذه « الخدمات الصحية « للاعبين و مختلف الطواقم ، ضف الى ذلك تنظيم التنقلات الذي سوف يكون مضبوطا بصفة دقيقة .
و في حالة توفر هذه الإمكانيات ، فان الطاقم الفني سوف يعمل في محيط مناسب يجعله يركز على الجانب الفني و التكتيكي للوصول الى الأهداف المسطرة .. لكن حسب العديد من التقنيين ، فان العودة لن تكون سهلة بالمرة بعد توقف قد يصل إلى 3 أشهر .
فقد قدم للاعبين برنامج يخص التدريبات الفردية التي كانت ضمن خطة للعودة في فترة وجيزة ، لكن تطورات تفشي الوباء و تمديد الحجر الصحي جعلت مرحلة التوقف طويلة جدا .. و لذلك تأثر اللاعبون من الناحيتين البدنية و المعنوية .. الأمر الذي يتطلب اعداد برنامج مغاير لما كان عليه من قبل للوصول الى نتائج فنية بدرجة عالية .
بروتوكول صحي ...
لذلك ، فانه الى جانب « البروتوكول الصحي « ، فان التركيز يكون كبيرا على التدريب الجماعي و العمل البسيكولوجي لإعادة تحفيز اللاعبين و حثهم على بذل المجهودات المضاعفة و تحت درجة حرارة مرتفعة ، حيث أن الفرق سوف تستفيد من فترة تحضير لمدة شهر أو أكثر قبل أن تبدأ المقابلات التي قد تجري في منتصف شهر جويلية .. في ظروف لم يتعود عليها اللاعب .
و من ناحية أخرى ، فان الجانب التنظيمي الإداري له دور كبير في مشوار الأندية في هذا الظرف الاستثنائي حيث ذكّر رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار على أن عقود اللاعبين سوف تستمر الى غاية نهاية الموسم الحالي مهما كان التاريخ الذي سيسدل فيه الستار عن المنافسة .. و هو الأمر الذي سوف يقدم « جرعة « اضافية لجاهزية اللاعبين من الناحية المعنوية و مواصلة المنافسة في ظروف بسيكولوجية أحسن ..و انتظار فترة الميركاتو الصيفي لامكانية مواصلة المشوار مع الفريق الحالي أو تغيير الأجواء.
و للإشارة ، فان العديد من البطولات في العالم قررت مواصلة المنافسة بإجراءات خاصة ، متعلقة أولا بالجانب الصحي على غرار الدوري الألماني الذي كان السبّاق في هذا الأمر حيث تسير الأمور بشكل مميّز فوق أرضية الميدان ، بالرغم من غياب الجمهور .. و تسير بطولات كبيرة أخرى على نفس خطى « البوندسليغا» للعودة الى المنافسة في اسبانيا و انجلترا .