بعد تأجيل كل الأنشطة الرياضية في الجزائر إلى غاية 5 أفريل المقبل لوقف تفشي فيروس كورونا في البلاد، اتصلنا بمدرب إتحاد العاصمة منير زغدود الذي حدثنا عن كيفية تعامله كمسؤول على العارضة الفنية للإتحاد مع قرارات الوزارة، وتحدث لنا مطولا عن الجائحة التي بلغت الجزائر، في هذا الحوار :
الشعب : لن نتحدث هذه المرة عن النتائج الفنية، بل عن فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي أوقف كل النشاطات الرياضية في الجزائر، كيف تعلق على الجائحة ؟
منير زغدود : أعتقد أن قرار وقف كل الأنشطة الرياضية في الجزائر إلى غاية 5 أفريل كإجراء احترازي لوقف تفشي هذا الفيروس الفتاك إجراء وقائي في محله، وذلك لوقف التجمعات في التدريبات والاحتكاك بين اللاعبين لتفادي انتشاره، يجب أن يكون كل فرد منا واعيا كونه ينتشر بسرعة كبيرة .. كرة القدم ما هي إلا مجرد لعبة وحياة الإنسان أغلى منها ولا يمكن لأحد أن يعيدها إذا ذهبت، وأعتبر قرار السلطات الجزائرية بوقف كل النشاطات قرارا صائبا وفي محله، لكي نتجنب ما لا يحمد عقباه، نحن كرياضيين كنا نود لو واصلنا السير في فعاليات الموسم الكروي، خصوصا نحن فريق إتحاد العاصمة أين مردودنا كان لا بأس به في المواجهتين الأخيرتين أين تمكنا من لعب مباراة بارادو ومولودية وهران بطريقة أفضل مما كنا عليه في السابق، وأمام الحمراوة فزنا بالنتيجة والأداء وفتحت شهيتنا لحصد نقاط إضافية، لكن نحن جزائريون والقرار لا يستثنينا ويجب أن نتأقلم مع هذه الوضعية.
- كيف تعاملتم في اتحاد العاصمة مع قرار توقيف النشاطات الرياضية ؟
كغيرنا من الفرق الرياضية سرحنا كل اللاعبين وقدمنا لهم برنامجا تدريبيا فرديا لكل واحد منهم من أجل البقاء في لياقة بدنية جيدة وكي تبقى إمكانياتهم جيدة، نحن لاعبون محترفون وعلينا التأقلم مع كل الوضعيات، ونتمنى أن يكون المستقبل أفضل وأحسن إن شاء الله من الناحية الصحية في بلادنا، ونتمنى أن يزول عنا هذا الوباء نهائيا في أقرب الآجال حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، وتعود معها كل النشاطات إلى مجراها ونعود للعمل في كل أريحية بإذن الله تعالى.
- المنافسة ستتوقف رسميا لثلاثة أسابيع، وربما الوضعية قد تطول في حال انتشار أوسع للجائحة، كيف ترى الأمور إذا طالت الوضعية ؟
بطبيعة الحال، إذا طال الأمر وبلغ شهرين من التوقف ستتخذ الرابطة والاتحادية قرارات في مكتبها الفدرالي، وسيتم دراسة الوضع مع الأسرة الكروية من دون أدنى شك، لأنه من غير المنطقي أن تتوقف شهرين أو أكثر وتعود بعدها للمنافسة الرسمية مباشرة، ولا يخفى عليك أن شهر رمضان على الأبواب ونقترب من نهاية الموسم ونحن على مقربة من انطلاق الموسم الكروي (2020 – 2021)، كيف ستتفاعل الاتحادية مع الوضعية وكيف تقرر إجراء نظام المنافسة، وهل الترتيب الحالي هو الذي سيفصل في هوية حامل البطولة، أعتقد أن الحل مهما طالت الوضعية يجب على الجميع البقاء في أجواء التدريبات الفردية، وسننتظر الضوء الأخضر للعودة إلى أجواء التدريبات الجماعية لاستئناف البطولة، إذا تم الأمر مرحبا بذلك وفي حالة العكس جميع الفرق ستكون في نفس الوضعية، نتمنى أن نتخلص من هذه الجائحة إلى الأبد في أقرب وقت ممكن في بلادنا، لا أخفي عليك كمسؤول على الطاقم الفني لفريق إتحاد العاصمة أؤكد لك بأن الأمور ستكون صعبة جدا لاستئناف البطولة خصوصا أننا نقترب من نهاية الموسم.
- اليورو و»كوبا أمريكا» تم تأجيلها إلى غاية صائفة 2021، كيف ترى هذه القرارات ؟
تظاهرات رياضية من حجم اليورو وكوبا أميريكا يلزمها تحضير كبير وجيد قبل خوض هذه المنافسات الهامة في تاريخ كل المنتخبات المشاركة، كما أن كل البلدان التي ستستضيف هذه المنافسات الكروية بلغتها الجائحة ويتواجدون في أزمة حقيقية داخل بلدانهم وفي الظرف الحالي كل المعطيات تقول بأنه من غير الممكن إقامة هذه المنافسات وتأجيلها إلى السنة المقبلة، خصوصا أن توقف اللاعبين عن المنافسات الرسمية سيجعل مستوى اليورو وكوبا أمريكا ضعيفا جدا من كل النواحي، وفي الظرف الحالي الجميع يركز على كيفية القضاء على هذا الفيروس أكثر من أي شيء آخر، صحة وحياة الإنسان أكبر من أي منافسة رياضية، لكن بالمقابل البطولات الكروية عبر العالم ستعود ويمكنهم تسير الوضعية.
- المنتخب الوطني يعيش نفس الوضعية بعد تأجيل تصفيات «الكان» التي قد تؤجل هي الأخرى في حال انتشار أوسع للجائحة، أليس كذلك ؟
كما قلت لك منذ قليل المنافسات القارية الكبرى يلزمها تحضير خاص، الآن تم تأجيل الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2021 بالكاميرون المزمع إقامتها مطلع جانفي المقبل، المنتخب الوطني لم يعمل سويا منذ شهر نوفمبر من السنة الماضية أي منذ 4 أشهر كاملة، والمباريات الدولية يلزمها تحضير مركز لبلوغ الأهداف المسطرة، لكن لا أعتقد بأن هذه الوضعية ستؤثر على المنتخب لأن كل منتخبات العالم تتواجد في نفس الوضعية، الجميع توقف في نفس الوقت لكن لا نعرف إن كانوا سيشرعون في المنافسة في وقت موحد، ولا أعرف هل يكون الوقت كافيا للتحضير والتركيز على أمم إفريقيا 2021 أم لا، وهو ما قد يجعلنا نفكر بأن أمم إفريقيا قد تؤجل لصائفة السنة المقبلة أو إلى تاريخ لاحق.
- ما هي رسالتك لأنصار إتحاد العاصمة ولكل الجزائريين ؟
أولا، يجب أن نأخذ هذا الفيروس على محمل الجد، مجتمعنا معروف بترديد بعض الجمل والمصطلحات .. يجب علينا تفادي التجمعات في الحي وفي المقاهي حتى لا يعم الفيروس وحتى نحمي أعز الناس إلينا منه، عندما بلغنا هذا المرض تيقنا بأنه لا يجب علينا أن نستهزئ بالوضع لأنه أمر جدي.