روميســاء بوعــلام لـ «الشــعب»:

«تأهّلـي إلى موعــد طوكيو أهم حـدث في مشـواري»

حاورها: عمار حميسي

  روميساء بوعلام رياضية جزائرية رفعت التحدي وصنعت المعجزات في رياضة غير معروفة في الجزائر وهي الملاكمة النسوية، حيث استطاعت افتكاك تأشيرة التأهل الى الاولمبياد لتدخل التاريخ من أوسع الأبواب كونها أول جزائرية في تاريخ الملاكمة تتأهل إلى الألعاب الأولمبية.

تحدّثت روميساء بعفوية كبيرة في حوارها مع جريدة «الشعب» حول اهتماماتها وأهدافها ومن وقف الى جانبها، كما عاتبت الاعلام الرياضي على تقصيره الكبير ـ حسبها ـ في الاهتمام بالرياضة النسوية والملاكمة على وجه الخصوص.
ووعدت روميساء من خلال جريدة «الشعب» متابعيها على رفع التحدي خلال الالعاب الاولمبية، والعودة بميدالية من طوكيو بالنظر الى معرفتها الكبيرة للمستوى العالمي لهذه الرياضة.
- الشعب: كيف بدأ مشوارك مع الملاكمة؟
 روميساء بوعلام: مشواري مع الملاكمة وعالم الحلبة باشرته سنة 2012 ولم يمض الكثير من الوقت حتى بدأت أصل إلى أهدافي الواحد تلو الآخر، خاصة وأنّني ضحّيت كثيرا وحرمت نفسي من عديد الأشياء على غرار الراحة والاستمتاع بأجواء العطلة، لقد كان همي الوحيد أن أكون بطلة الجزائر في رياضة الملاكمة، وكنت واثقة منذ ضربة الانطلاقة من مؤهلاتي لا سيما بعد التدرب تحت إشراف المدرب إبراهيم مخلوف، الذي كان وراء اكتشاف موهبتي وساهم بقسط وافر في وصولي إلى هذا المستوى، ولحسن حظي أنّني توّجت بأول ألقابي خلال أول مشاركة لي في البطولة الوطنية، وفزت آنذاك على أبطال ينشطون في المنتخب الوطني لأتلقى بعدها مباشرة دعوة المنتخب وينطلق معها مشواري الحقيقي في عالم الملاكمة، التي تحولت إلى كل شيء في حياتي.
-   هل وقفت عائلتك إلى جانبك؟ وما هي أهم البطولات التي حصلت عليها؟
 عائلتي لم يكن لديها أي اعتراض على ممارستي للملاكمة رغم ما يقال عنها بأنها رجالية، ووجدت مؤازرة منقطعة النظير من والدي الذي حمّسني أكثر على الوصول إلى أهدافي دون نسيان والدتي التي لم تبخل عليّ بالنصائح والتوجيهات كلما اقتضى الأمر ذلك، كما أنّني محظوظة لأنني من عائلة رياضية بامتياز فحتى أختي رحاب كانت سندا قويا لي، وبفضلها لم أستسلم وأرم المنشفة خاصة وأنّني فكرت في الكثير من الأوقات بوضع حدّ لمشواري، غير أنّ إيمانها بإمكاناتي وهي التي كانت تقول لي بأنّني سأكون بطلة تشرّف راية الوطن في المحافل القارية والدولية جعلني أواصل اجتهادي لأصل فيما بعد لحصد الثمار، وأهم القابي حين توّجت بطلة لإفريقيا في مناسبتين الأولى بالكاميرون سنة 2014 والثانية بالكونغو سنة 2017، بالإضافة إلى مشاركتي في عدة دورات دولية، حيث توّجت بالذهب في بعض الأحيان، كما أنهيت المنافسات في المرتبة الثانية في مناسبات أخرى دون نسيان مروري المشرف في بطولتي العالم بكوريا والهند، إذ كانت لي فرصة الاحتكاك ببطلات عالميات يمتلكن الكثير من الألقاب والتتويجات في المستوى العالي.
- ماذا عن التّأهل للألعاب الأولمبية؟ وهل أنت قادرة على إحراز ميدالية في طوكيو؟
 هو أهم حدث في مشواري الرياضي حسب علمي، خاصة أنّني سأكون أول جزائرية في تاريخ الملاكمة تتأهل الى الالعاب الاولمبية مع كل ما يمثله هذا الامر من تحدّ ورغبة لي في رفع الالوان الوطنية في طوكيو، حيث سأعمل المستحيل من اجل تشريف الجزائر والملاكمة ومعهما الرياضة النسوية، حيث كان حلمي منذ الصغر هو التواجد في هذا المحفل الرياضي الكبير، الذي يعرف مشاركة العديد من الرياضيين المعروفين على مستوى العالم، وهو الامر الذي سيحفّزني كثيرا على العمل والاجتهاد خلال الفترة المقبلة من أجل الوصول الى منصة التتويج، حيث أعتقد أنّني قادرة على ذلك، خاصة أنّني في آخر منافسة شاركت فيها انهزمت في النهائي أمام بطلة العالم بفارق ضئيل للغاية، وأعتقد أنه مع العمل المتواصل والاحتراف بإمكاني الوصول إلى المستوى العالي من خلال المنافسة على ميدالية أولمبية، وتكرار إنجاز من سبقوني في هذه الرياضة خلال الدورات السابقة، خاصة أن الملاكمة الجزائرية كانت دائما تتألق في الألعاب الاولمبية.
- هل لديكم الإمكانيات اللاّزمة؟ وماذا عن برنامج التّحضير؟
  برنامج التحضير هو من اختصاص الاتحادية والمديرية الفنية، حيث لم نطلع عليه بعد ولكننا واثقون بأننا سنقوم بفترة تحضير في المستوى. وفيما يخص الامكانيات أستطيع القول أنّها منعدمة على مستوى النادي الذي أنتمي أليه في مدينة الشفة بالبليدة، وهو الامر الذي يؤثر كثيرا على تحضيراتنا خاصة أننا نعمل جيدا في المنتخب فقط بالنظر إلى توفر العوامل التي تساعدنا على العمل، لكن هذا الامر يبقى غير كاف بالنظر الى حاجتنا كرياضيين للعمل المستمر من أجل البقاء في المستوى العالي.
-   هل قصّر الإعلام الرّياضي في حق الرّياضة النّسوية، وهذه الرّياضة؟
  إلى حد كبير، فالاهتمام بنا من الجانب الاعلامي قليل للغاية أو منعدم وهو لا يتعلق فقط بالملاكمة النسوية ولكن بالملاكمة على وجه الخصوص عكس البلدان الاخرى التي يولي فيها الاعلام الرياضي اهتماما كبيرا برياضة الملاكمة، أما في الجزائر فلا يتم بث منازلات البطولة الوطنية مثلا التي تعرف مستوى فنيا جيدا، والامر يقتصر فقط على المنافسات القارية والاقليمية التي تنظّم عندنا، وهو الأمر الذي أعتبره غير كاف من أجل تطوير الرّياضة النّسوية والملاكمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024