«أطمــح للتأهــل للألعــــاب الأولمبيــة بطوكيـو»
إكتشفت موهبتها والدتها في سن 6 سنوات، شجعتها وكانت سببا مباشرا في وصولها للعالمية، وهي اليوم قريبة جدا من التأهل لأكبر محفل رياضي في العالم. الألعاب الأولمبية التي ستكون في طوكيو الصيف القادم، وداد دراعو، بطلة الجزائر وبطلة إفريقيا في رياضة الكاراتي دو في إختصاص الكاتا تروي قصّتها مع عالم الرياضة في هذا الحوار الذي خصّت به الـ«الشعب» عند نزولها ضيفة على مقر الجريدة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مؤكدة في ذات الوقت أنه لابد من التضحية للوصول للقمة وتحقيق الأهداف المسّطرة، وهي تطمح للتواجد ضمن الأولمبياد القادم لتشريف الألوان الوطنية ورفع الراية الجزائرية، بما أنه كل شيء ممكن في عالم الرياضة لتحقيق كل أحلامها بعد المستوى الذي وصلت له في الفترة الحالية.
«الشعب»: كيف كانت بداياتك مع عالم الرياضة؟
«وداد دراعو»: البداية مع عالم الكاراتي دو كانت في سن 6 سنوات بعدما ألّحت والدتي على دخولي عالم الرياضة في هذا الإختصاص حيث كان ذلك مع فريق الجزائر الوسطى سنة 2002، حينها كنت غير مهتمة كثيرا بممارسة الكاراتي بدليل أنني كنت لا أدخل للحصص التدريبية ولكن سرعان ما إكتشفوا ذلك في البيت وصاروا يُلحّون على أن أتردد على التمارين بصفة دورية ما جعلني أبرز في وقت قصير جداو منذ أن كنت في الفئات الصُّغرى، حيث تُوّجت بأول الألقاب على الصعيد الوطنيو وفي سنة 2007 إنتقلت لنادي المجمع البترولي، أين كانت الإنطلاقة الفعلية بالنسبة لمشواري الإحترافي حيث كنت بطلة الجزائرو منذ سنة 2010 إلى غاية اليوم وفي كل الأصناف: الوسطيات، الآمال، الكبريات، باستثناء سنة 2017 عندما تحصلت على المركز الثاني.
- متى كانت أوّل مشاركة مع الفريق الوطني؟
أوّل مشاركة لي مع المنتخب الوطني كانت في صنف الوسطيات سنة 2013 حيث حققت نتائج إيجابية بالألوان الوطنية وشرفت بلدي، منذ البداية تحصلت على أولى ألقابي في ألعاب البحر المتوسط للأواسط التي كانت بقبرص، بعدها نائبة بطلة إفريقيا في تونس من نفس السنة في وزن 53 كلغ، لكن فيما بعد مررت بفترة فراغ بداية من سنة 2014 حيث أجريت عملية جراحية ولكن عُدت للمنافسة سنة 2016 حيث شاركت في بطولة العالم كبريات التي جرت بالنمسا، لكن خرجت من الدور الثاني، لأنني لم أكن جاهزة كما ينبغي بما أنني لم يكن لدي الوقت الكافي للتحضير وفي 2017 كان إقصاء الكاراتي الجزائري من المشاركة في المنافسات الخارجية ما جعلنا نبقى من دون منافسات دولية، لكن عدنا بقوة سنة 2018 حيث حققت الميدالية الذهبية في الفردي وبحسب الفرق في البطولة الأفريقية التي جرت برواندا وفي العام الموالي أي في 2019 تحصلت على الفضية في بوتسوانا والمركز الثالث بحسب الفرق وبعدها بالمغرب تحصلنا على المركز الثالث بحسب الفرق وفي الفردي خلال الألعاب الأفريقية.
- ما هي إنجازاتك خلال سنة 2020؟
حققت الميدالية الذهبية، خلال السنة الجارية، في الفردي ما أهّلني لكي أكون بطلة إفريقيا في المغرب بعدما فزت على المصرية في نصف النهائي وفي النهائي تواجهت مع مغربية بالرغم من صعوبة المأمورية، إلاّ أنني فزت في النهاية في وزن أقل من 55 كلغ، وحاليا أنا أطمح للحفاظ على اللقب على الصعيد الوطني وفي نفس الوقت أعمل على ضمان أفضل إستعداد للمواعيد الدولية القادمة، في مقدمتها دورة المغرب وإسبانيا، لأن نقاطهما تحتسب في التأهل للأولمبياد وبعدها سيكون الموعد مع دورة باريس المؤهلة لهذا المحفل الرياضي الكبير، بطوكيو الصيف القادم، والذي يبقى حلم كل رياضي في مشواره، لهذا سنقدم كل ما لدينا حتى نتمكن من التواجد ضمن الألعاب الأولمبية لأول مرة في تاريخ الكاراتي الجزائري ولما لا رفع الراية الوطنية وإهداء ميدالية أولمبية للجزائر، بما أنه لا يوجد مستحيل.
- كيف تمكنت من التوفيق بين الدراسة وممارسة الرياضة؟
الأمور كانت صعبة، لأنه ليس من السهل أن يكون التوفيق بين الدراسة وممارسة الرياضة بسبب العراقيل التي كنت أجدها دائما خاصة في فترة الإمتحانات سواء في الطور الثانوي أو في الجامعة، لكن الحمد لله بفضل والدي الذي كان يرافقني في كل الخرجات ما جعلني أنهي الدراسة بشهادة ماستر في شعبة الحقوق وأنا بطلة إفريقيا والجزائر، ولهذا لكي ننجح يجب أن نُضّحي كثيرا حتى نصل للمستوى العالي والحمد لله وجدت الدعم الكامل من عائلتي التي كانت لجانبي في كل الأوقات إضافة للمدربين الذين تعاملت معهم سواء في فريقي المجمع البترولي إيدير زايدي وحسين باكير، وكذا المدربين في الفرق الوطنية في كل الأصناف العمرية التي مررت بها لحد الآن، ولهذا أنا جد سعيد لما حققته لحد الآن وسأطمح للمواصلة من أجل تشريف الراية الوطنية في كل المواعيد القادمة، وإذا أتيحت أمامي فرصة للإحتراف في الخارج لن أتردد في ذلك بالرغم من صعوبة المأمورية، لأنني ما زلت صغيرة في السن وأنا قادرة على تقديم الأفضل لبلدي.
- هل أنت من إختارت رياضة الكاراتي؟
بكل صراحة أمي هي التي أقحمتني لممارسة رياضة الكاراتي لأنني لم تكن لدي أي ميولات ولو تُرك الأمور لي لأخترت السباحة لكن الحمد لله تمكنت من النجاح في هذا الإختصاص والدليل واضح من خلال النتائج التي حققتها لحد الآن، لأنني لا أتوقع نفسي أقوم بأي هواية أخرى غير ذلك بالرغم من أنني إمتهنت الإدارة لكني قدمت أكبر إهتمام للرياضة.
- ما هو تقييمك للكاراتي الجزائري؟
مستوى الكاراتي الجزائري يرتفع من سنة لأخرى وكل ذلك راجع للعمل الكبير الذي يقوم به المسؤولين في الإتحادية والأندية والفرق الوطنية، والنتائج التي نحققها في كل المواعيد الدولية دليل قاطع على ذلك وسنواصل حتى تكون لدينا ألقاب أخرى مستقبلا بحول الله.
- ما هي أجمل وأسوأ ذكرى؟
كانت سنة 2018 عندما توجت بالميدالية الذهبية في البطولة الأفريقية، وأسوأ ذكرى عندما تعرضت للإصابة التي أبعدتني عن المنافسة لعامين.
- ما هي أكلتك المفضّلة؟
الأكلة المفضّلة هي الرشتة، بالرغم من أنني لا أجيد الطبخ، إلاّ أني أعرف الأمور الأساسية في المطبخ.
- رسالتك للمرأة الجزائرية بمناسبة يوم 8 مارس.
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أتمنى مزيدا من التألق والنجاح لكل النساء الجزائريات في كل المجالات وخاصة في ميدان الرياضة، لأنها بجد تساهم في بناء المجتمع الجزائري وأوجه تحية خاصة لوالدي الذي يبقى دوما هو السند الذي يرافقني في كل الأوقات.