كشف الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة اليد رضا زغيلي، أنه قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا وأثناء تربّص إسبانيا، جمعه حديث بطاقمه الفني، حيث أكّد لهم بأنّ الجزائر قادرة على تحقيق المفاجأة وجلب اللقب القاري، «أثناء تربّص إسبانيا جمعني حديث بطاقمي الفني وأكّدت لهم بأنه مع التحاق اللاعبين المحترفين، سنتمكّن من خلق المفاجأة».
وفي إجابته على سؤالنا عن الوقت الذي تأكد فيه زغيلي بأنّ الخضر سيتمكّنون من خطف اللقب القاري، قال: «بطبيعة الحال لما شرعنا في المنافسة وفي كل مقابلة كان يتحسّن مستوانا، ورغم سوء التحضير والانطلاقة ببطء وتواجد الكثير من الأخطاء التي كنا نتحدث عنها لتصحيحها بعد نهاية اللقاء مباشرة، والتجاوب الكبير وانضباطهم داخل وخارج الميدان، أدركتُ بأنّ لعب المباراة النهائية لا مفر منه. وفي النهائي لما صمدنا في الشوط الأول متقدمين بفارق هدف واحد، وبعد مرور 10 دقائق من شوط المباراة الثاني، بدأت أؤمن بأنّ اللقب القاري سيبقى هنا في الجزائر، لأنّ اللاعبين حاربوا دفاعيا وكنا فعالين من الناحية الهجومية وقدّمنا مباراة في المستوى العالمي، ومنذ العديد من السنوات لم نشاهد مستوى فنيا وتكتيكيا عاليا للاعبي المنتخب الوطني، كما أنّ اللاعبين أرادوا أن يظهروا بأنّهم كانوا كما نقول بالعامية (محقورين)».
رضا زقيلي أفادنا بأنه كان يريد مواجهة المنتخب التونسي لقوته كونه حامل الطبعتين الماضيتين لكأس إفريقيا للأمم، «كنت أريد أن نواجه المنتخب التونسي لأنّ اللاعبين يتحمّسون تلقائيا للفوز عليهم، خاصة أنّهم ضيعوا الفوز بالكأس في نهائي المغرب 2012 على حسابهم، لكن كنت متخوفا من اللقاء النصف النهائي أمام أنغولا لأن الأولاد كانوا يفكرون في المباراة النهائية أمام تونس، الحمد لله جرت الأمور على ما يرام وليلة النهائي تحدّثت مع اللاعبين وطلبت منهم أن يبقوا مركّزين. درسنا نقاط قوة وضعف التونسيين، وفوزنا عليهم لم يكن وليد الصدفة، لأنّنا نحن من فرض الريتم العالي، رغم أرمادة اللاعبين الذين يملكهم المنافس يتقدّمهم تاج، الذي لم يتحرك طوال المباراة مع بودرالي ومقراني، ضف إلى ذلك حوزتهم على أحد أفضل المدربين في العالم. وعند نهاية المباراة ما أثر في عندما اقترب مني حسانافانديتش وقال لي بالحرف الواحد: برافو كوتش، لم أجد الحلول طوال أطوار المباراة، ولازال أمامي عمل كبير. هو اعتراف أثّر في وسيبقى راسخا في ذهني لأنّنا عرفنا كيف نشلّ هجماتهم التي يقودها محرك فريقهم العلمواني، كما أنّي تحدثت مع شهبور ليقود الهجمات المعاكسة، وما يمكنني قوله أنّ التركيز هو الذي فاز».
أما عن الإصابات التي لاحقت الخضر منذ بداية اللقاء الأول كشف قائلا: «قبل بداية الدورة قلت بأنّنا تمنّينا أن لا تلاحقنا لعنة العقوبات، ويمكن القول أن النقطة السوداء خلال كأس أمم إفريقيا كانت الإصابات، وإذا قارنا نفسنا بالمنتخبين التونسي والمصري عانينا من لعنة الإصابات، لكن عرفنا كيف نجد الحلول في كل مباراة، والشاب الحاضر هنا أنيس زعموم كان الحل الوحيد الذي بقي لي في منصب الظهير الأيمن، وكنت جد متخوّف من تلقيه إصابة».
وعن الحديث التحفيزي الذي جمعه باللاعبين لم يخف بأنه طالب منهم جلب اللقب السابع للجزائر، مؤكدا لهم بأنّ بطولة إفريقيا الأخيرة التي نظّمت في الجزائر كانت سنة 2000، ولذا فإنّ الجيل الحالي ستكون ربما الدورة الإفريقية الأخيرة التي يلعبونها في الجزائر، وطالبتهم بالتركيز لأنّهم كانوا على موعد لدخول التاريخ خاصة في ظل الأزمة الخانقة التي عاشتها كرة اليد. وأضاف: «ما هو جميل في المجموعة التي فازت باللقب القاري هو أنها تعرف كيف تسيّر الضغط».