الاستراتيجية، التخطيط والعمل سرّ النجاح

جمال أوكيلي

بدا المدرب الوطني لكرة اليد السيد زغيلي هادئا ومتحكّما في النقاش الساخن حول واقع وآفاق هذا النوع السّاحر من الرياضات الجماعية، انطلاقا من تجربته الرائدة وخبراته الواسعة التي بفضلها صال وجال في قاعاتها سواء داخل الوطن أو خارجه، بالاضافة إلى تتويجاته التي لا تعد ولا تحصى والتي تجاوزت الـ٧٠ لقبا.
وخلال ساعتين من الزمن كان حديث زغيلي ينشد المستقبل، مستعملا كلمات قوية يجدر بنا ذكرها نظرا لأبعادها ومغزاها كالعمل الطويل المدى، التكوين المتواصل، الاستراتيجية، الذكاء، التركيز، المستوى العالي، المنافسة الشديدة، الانتصار وغيرها من المفاهيم التي تترجم قدرة الرجل على فهم كل السباقات القادمة.
وما ورد على لسان المدرب الوطني لكرة اليد هو إيمان راسخ بأنّ سرّ نجاح أي فريق هو تحليه بهذه القيم، وإن غابت في ظرف معين أو تجاهلها البعض فإنّنا لا ننتظر الكثير لأنّ النتائج وصعود المنصة لا يأتي بالحلول الترقيعية أو بالنظرة القصيرة التي لا تتعدى الأنف، وهو بذلك يدعو الجهات المشرفة على هذا الاختصاص، اقتحام هذه الخيارات بقوة لأن الرؤية البعيدة المدى والتخطيط والاستشراف مدرجة حاليا في كل الأهداف المحددة لآفاق تكون واعدة حقا.
وهذا الكلام ليس من باب الديماغوجية أبدا، بل هو غيرة عميقة قصد استرجاع كرة اليد الجزائرية إلى مكانتها اللائقة، وهذا بإبعاد الارتجالية والعفوية في العمل، ففي كل مرة كان زغيلي يعطي أمثلة ملموسة وحيّة عن المواعيد والتواريخ التي يكون الفريق على علم بها لإجراء مقابلاته على مدى سنتين على الأقل.
وحذّر من الغرور، مؤكدا في هذا الاطار بأنّنا لم نصل بعد وقد يخطئ من يعتقد ذلك إن لم يعود الجميع إلى المربع المذكور سالفا ألا وهو وضع أسس وقواعد ومبادئ التكوين وصناعة  الانتصارات عن طريق العمل ثم العمل لا غير.
وفي هذا الصدد، قال زغيلي أن التتويج الأخير ما هو إلاّ انطلاقة لإحداث تلك الهزة في الذهنيات، وزعزعة الضمائر والوجدان بالعودة إلى جادة الصواب والرشد في تسيير كرة اليد الجزائرية نحو الأفضل، بإدراج تصور آخر يتفاعل مع ما تحقق ويستجيب لطموحات كل محبي هذه الرياضة.
وهذا ممكن أن يحدث إن آجلا أم عاجلا، وتكون على مراجع واضحة ودقيقة. وبخصوص نقطة التكوين دعا إلى عودة ما يعرف بفريق الآمال، الذي يعدّ خزان الأكابر وكذلك بعث الفئات الصغرى إلى غاية الأواسط. وتبعا لذلك فإنّ أي لاعب يريد الالتحاق بالفريق الوطني عليه أن يمرّ على مراحل أولية تسمح له بأن يكون في المستوى العالي من حيث المنافسة ولا يحق لأيّ كان أن «يحرق» هذه المراحل أي مباشرة يجد نفسه لاعبا في فريق الأكابر، ناهيك عن الذين لا يدخلون التربصات أو لا يلعبون المباريات والتحضير كل التحضير يكون على مستوى الفرق، فالتعداد الذي يستدعى إلى الفريق الوطني يشارك  فقط في الدورات أو في المعسكرات، أي أنّ اللاعب يأتي جاهزا بدنيا من الفريق الذي يلعب فيه.
وشدّد زغيلي على ضرورة العودة الى العمل بالقواعد الاحترافية الصارمة، التي تبقى وحدها السبيل القادر على بلوغ التتويجات التي تتطلب المستوى العالي من المنافسة، والانتقال إلى منطق آخر والذي يكون قائما على الانتصارات والانتصارات فقط.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024