جاء في رسالة المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا ، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار و التنمية أن « التنوع الثقافي شريان حياة المجتمعات المفعمة بالحيوية و النشاط مثلما يعد التنوع الطبيعي شريان حياة النظم الايكولوجية ، و يمد الجميع بأفكار وأفاق جيدة تثرى حياة الجميع بطرائق لا تعد ولا تحصى، كما تتيح للجميع الارتقاء و الازدهار معا».
ولا تقتصر محاسن التنوع الثقافي حسبها « في المدرسة مثلا على جعلها أكثر شمولا، بل تضم تسيير تعلم التلاميذ وتحسين تحصيلهم الدراسي ولا تقتصر هذه المحاسن في مكان العمل على جعله أكثر تجديدا وابتكارا، بل تضم زيادة إنتاجية و تعزيز قدرته على تحقيق الأرباح الاقتصادية». ودعت بوكوفا في رسالتها، سكان المعمورة إلى اغتنام « الفرصة التي يتيحها هذا اليوم من أجل الاحتفاء بالمحاسن و المنافع الجمة للتنوع الثقافي، و منها كنوز التراث غير المادي للبشرية و كذالك من أجل تأكيد الالتزام ببناء عالم ينعم بقدر أكبر من السلام ن ويقوم على التفاهم والحوار بين الثقافات».
كما أشارت المديرة العامة لليونسكو أن « المجتمع الدولي أقر حين اعتمد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، بالدور الأساسي للثقافة بوصفها عاملا من عوامل التغيير و التنمية « ولن يكون من الممكن، تقول» تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بدون الاستعانة بالطاقات و الإمكانيات الإبداعية الكامنة في تنوع الثقافات البشرية و بدون إقامة حوار متواصل لضمان انتفاع كافة أفراد المجتمع بالتنمية». وكون هذا التنوع الثقافي اليوم يرزح تحت وطأة مخاطر متزايدة ن يصنعها « أصحاب الفكر المتطرف العنيف في جميع أرجاء العالم و استهداف الأقليات الثقافية و تدمير تراث الإنسانية المشترك ، سعيا إلى إضعاف الأواصر الضرورية بين الشعوب و تاريخها».
وذكرت بوكوفا في رسالتها ، أن اليونسكو تؤمن بأن « أوجه الاختلاف و تنوعها تزيد الإنسان قوة ن و أن تعزيز الحوار بين الثقافات و تحقيق التنمية المستدامة و نشر السلام لا يعزز إلا من خلال التنوع الثقافي «.