لا يختلف اثنان على المكانة الهامة التي أخذتها التكنولوجيات الحديثة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة اليوم في حياة الفرد،وبالتحديد في حياة المثقفين والمبدعين الذين نقلوا المشهد الثقافي إلى الفضاء الأزرق جاعلين من العالم الافتراضي أرضية خصبة لإبداعاتهم وكتاباتهم، موسعين بدالك دائرة التفاعل معها.
أنها الصيحة الجديدة عند الفنانين والمبدعين والكتاب والمثقفين في شتى المجالات، فضاء للتعبير عن الذات للتواصل مع الآخر وخاصة مع المعجبين والمعجبات، فمن الحسابات الخاصة إلى الصفحات الرسمية مرورا بالمجموعات المتخصصة والمجلات والفرومات الثقافية والفنية الالكترونية والمسابقات، كل يجد ضالته اليوم في الفضاء الأزرق بأريحية واضحة.
ففي ردهم على السؤال كيف هوالحال مع الفضاء الأزرق يتفق الكثير من الأدباء والمثقفين على انه سلاح ذوحدين ووجهين لقلادة واحدة، فهووإن يسمح بالتوصل الفوري ويقزم المسافات، ويسمح بالنشر الحر دون قيود أورقابة، والنقد والتعليق المباشر دون عقبات، كما يساعد في الترويج السريع والواسع للإبداع كيف كان جنسه ...
لكن للحد أوللوجه الآخر حكاية أخرى مع القرصنة والتعدي المفرط على الملكية الفكرية وسرقة الأعمال الإبداعية، بسهولة فائقة وبمجرد الضغط على زر «تقاسم المنشور « أوالمشاركة، فليس هناك آليات للحماية إلا إذا كان الفرد متمكن جدا من تقنيات التكنولوجيات الحديثة. غير أنه من السهل أيضا كشف القرصنة والتبليغ عنها بين رواد الفضاء الأزرق هذا في انتظار أن يقنن النشر الالكتروني وتوضع ميكانيزمات قانونية للحماية والردع.
ولا تردع هذه العقبات المبدعين والكتاب والفنانين من التواجد في الفضاء الأزرق الذي أصبح يعتمد عليه كثيرا في نشر المعلومة والإشهار للنص والأغنية والصورة والرسم واللحن وغيرها، كما أصبح فضاء للإعلان المجاني للأعمال واللقاءات والمنتديات وكذا للمساباقات التي غالبا ما تكّلل بشهدات تقديرية افتراضية ينشرها الفائز بكل فخر واعتزاز على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتبقى الميزة الكبرى للفضاء الأزرق هي نشر تفاصيل الحياة اليومية للأفراد خاصة المبدعين والمشاهير، وتتبع المعجبين بهم لكل صغيرة وكبيرة والتعليق عنها، الأمر الذي لا تسهله بهذا القدر الوسائل الترويجية الأخرى كالإعلام المكتوب والسمعي البصري أوالتظاهرات التي تجرى هنا وهناك، كما يعترف الكثير من وُجّه لهم السؤال أن هذا الفضاء قد ساعدهم في توسيع نطاق معارفهم ومكنهم من أن يعرفوا بإنتاجهم خارج حدود الوطن وأن تلاحظ أعمالهم هيئات ثقافية وإقليمية ودولية ويتم دعوتهم للمشاركة في الملتقيات والمهرجانات وغيرها.
إذا فقد أصبحت مسايرة التكنولوجيات الحديثة والتواجد والإبحار في الفضاء الأزرق حتميات لابد منها وان على المثقف مسايرة العصرنة والتطور وركوب الموجة للتواصل مع نظرائه وجمهوره والآخرين.