من ضمنها 5 مساجد و 7 قصور تاريخية

212 بناية في القصبة لها الأولوية في الترميم

أمين بلعمري

تعتبر القصبة بطاقة للهوية الثقافية والحضارية للجزائر كونها تختصر تاريخا طويلا من التواجد والتفاعل الحضاري لبلادنا وبالتالي فالحفاظ على هذا التراث يجب أن يكون محور استراتيجية وطنية شاملة هدفها الرئيسي الحفاظ على الرصيد التاريخي من خلال الحفاظ ليس على قصبة العاصمة فقط.

ولكن كل القصبات الموجودة في الجزائر ومعها كل المواقع الأثرية الأخرى التي تروي قصص حضارات وإمبراطوريات مرت من بلادنا وتركت بصمتها وهذا وحده كاف لإثبات حجم التنوع الثقافي والحضاري لبلادنا الذي يجب المحافظة علية من خلال الحفاظ على هذا الميراث التاريخي المتميز.
جريدة «الشعب «و بمناسبة يوم القصبة المصادف لـ 23 فيفري من كل سنة خصصت ملفها الثقافي لهذا الحدث من خلال استضافة السيد الوهاب زكاغ المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في دردشة حول مجهودات ومخططات هذا الديوان الرامية إلى حماية القصبة و إعادة ترميمها وخلال اللقاء الذي جمع صحفيي جريدة الشعب مع السيد زكاغ، عاد هذا الأخير إلى مختلف المراحل التي عرفتها عمليات ترميم و إعادة تأهيل مباني القصبة و كذا النصوص القانونية التي رافقت تلك العمليات وهذا بحكم حساسية الموقع والأهمية التي توليها السلطات العمومية لقصبة العاصمة وفي هذا الصدد اعتبر ضيف الشعب أن النصوص القانونية موجودة ومتوفرة ولكن يبقى أن التطبيق على الأرض لا ينسجم مع حجم الترسانة القانونية الموجودة، كما عاد عبد زكاغ إلى العديد من المشاكل والعراقيل التي تقف حجر عثرة في تقدم الأشغال ومنها القيام بعملية الترميم مع وجود السكان داخل بيوتهم و هذا في حد ذاته اعتبره ضيف الشعب تحد كبير يقوم به طاقم الديوان، كما سجل مدير الديوان  أن هناك الكثير من التغييرات والترميمات التي قام بها السكان وخاصة أولئك الذين اقتحموا بيوتا وشغلوها بطرق غير قانونية مما شوّه المباني التاريخية وصعب من مهمة المهندسين والمتدخلين الآخرين ويبقى العائق الرئيسي على حد تعبير زكاغ هو استكمال عملية ترحيل السكان وهي عملية جد معقدة وصعبة خاصة وأن القصبة تشترك فيها أربع  بلديات وهي على التوالي بلدية القصبة، واد قريش، باب الواد والجزائر الوسطى – أضاف ضيف الشعب. وعن عدد البنايات المصنفة الموجودة بالقصبة قدّر مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عددها بـ 1816 منها ما بين 800 و 900  فقط بناية بقيت محافظة على طابعها الأصلي و لم تتعرض إلى التشويه و مظاهر مواد البناء الدخيلة. وعن سؤال عن البنايات و المواقع التي تحظى بالأولوية في عملية الترميم والحفاظ عليها قال السيد زكاغ إن هناك 212 بناية تحظى بالأولوية القصوى ومن بينها القصور والمقدر عددها بـ 7 قصور والمساجد والمقدر عددها بـ 5 مساجد وكذلك هناك المنازل والبنايات التي شهدت بطولات وأحداث ثورة أول نوفمبر 1954 وأضاف عبد الوهاب زكاغ أن زلزال 2014 الذي ضرب العاصمة ألحق أضرارا بليغة بـ 51 بناية من أصل 212 أعطيت لها الأولوية القصوى.
إنشاء هيئة مستقلة دائمة بصلاحيات موسعة توكل إليها مهمة ترميم القصبة
في الأخير لا بد من التذكير أن الحديث عن القصبة وعن عملية إعادة ترميمها والحفاظ عليها ولكن تبقى هناك الكثير من العراقيل الإدارية والتداخل في الصلاحيات وتعدد مراكز القرار وفي مرات عدة وجود صراعات بين مراكز القرار المختلفة علاوة على ملفات الترحيل وبعض الحساسيات الموجودة بين الأحياء المختلفة للقصبة كل هذه العوامل وأخرى تهدد مصير القصبة و تهدد معه  جزءا من تراثنا، تاريخنا، أصالتنا وتقاليدنا بالاندثار، مما يستدعي التفكير جديا في إنشاء هيئة مستقلة دائمة متعددة القطاعات بصلاحيات موسعة توكل إليها مهمة ترميم القصبة وفق دفتر أعباء محدد ومضبوط من حيث الأهداف والفترة الزمنية وأتصور أن هذا الحل الأمثل للخروج من حالة الدوران في الحلقة المفرغة التي نتخبط فيها.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024