نتناول في ملفّنا الثقافي لهذا العدد موضوعا يشغل الكثير من المهتمين والباحثين وعلماء الاجتماع، كما يشغل الأمة، باعتبار المعرفة والفكر هما سلاح الأمم التي تمنح للقراءة حقها المشروع وقسطها من الاهتمام والرفقة. تختلف مستويات القراءة من مدينة إلى أخرى ومن وسط إلى آخر لا يشبهه في التاريخ ولا في الجغرافيا ولا حتى في العادات، فعادة ما تورث الأسر المتعلمة أو تلك التي تقدس القراءة ناصية العلم إلى أفرادها كبيرا وصغيرا، ليبدأ الطفل وهو في مهده بالتعلم وحب المطالعة ويوما بعد يوم تزداد ملكة القراءة عنده بشكل أكبر إلى أن تصير هذه الصفة لصيقة به إلى غاية ولوعه بها، لا يفارقها إلا لمما.
«الشعب» من خلال الإشكالية المطروحة إلى أي مدى يمكن اعتبار القراءة فاعلا في تطور المجتمعات؟ وهل كل من يلج المكتبات هو فاعل في المقروئية؟ عبر هذه المعضلة حاولنا التقرب أكثر من مجتمعاتنا الحضرية والمدنية، وسلّطنا الضوء على مختلف التركيبات من الشرائح، فكانت لنا هذه النتائج المختلفة والتي إن عبّرت عن شيء فهي بالضرورة تعبر عن إرهاصات مجتمع متأثر ببيئته وإفرازات النخب فيه.الإجابات كثيرة والهموم نفسها وطرق العلاج تحتاج إلى إرادة جماعية قبل أن تكون سياسية لأنّ الارادة هنا هي التي تمكننا من صناعة مجتمع قارئ مجتمع يحتاج لأن يكون في مستوى التطلعات المعرفية والفكرية، لا مجتمع يتجلّى فيه الخراب، لا يمكنه أن ينضج ولا أن يساهم في بناء ذاته المغيّبة.
القراءة والمقروئية..
الملتقى وخيارات المعرفة
بقلم: نور الدين لعراجي
شوهد:620 مرة