تتجلى فعاليات المجتمعات الحديثة من خلال ما يتمّ قراءته من كتب بمختلف محتوياتها وأنواعها والتي يصبو بها إلى الرقي ومواكبة ثقافة المجتمعات المتطورة إلا أنها بالمسيلة خصوصا ما تزال حبيسة الطبقة المثقفة والموظفين باستثناء الطبقة العاملة طيلة اليوم في ظلّ انعدام المكتبات من جهة وغلق أبوابها مساء بعد انقضاء التوقيت الإداري للمكاتب من جهة أخرى ولا يسعهم إيجاد كتاب لقراءته.
للاطلاع أكثر على الموضوع تنقلت «الشعب» إلى مكتبة المطالعة العمومية بودراي بلقسام للوقوف على حقيقية القراءة والمقروئية ومعرفة من هم مرتادو قاعة المطالعة، وما وقفت عليه فعلا هو تواجد مختلف أطياف المجتمع من أطباء وطلبة وأساتذة وتلاميذ وباحثين همهم الوحيد هو تصفح كتاب جديد أو قديم والاستفادة منه. وفي هذا الصدد أكد محافظ مكتبة بودراي بلقاسم شاكي حياة أن المقروئية في تحسن ملحوظ من سنة لأخرى، حسب ما تقف هي عليه يوميا من زيادة في عدد الإعارات.
وأرجعت المتحدثة ذلك لعدة أسباب حصرتها في توفر الجو الملائم للقارئ ممثلا في الهدوء والنظافة والمعاملة الحسنة وتنوع رصيد الكتب من خلال دراسة احتياجات القارئ عبر سجل يخصص للقارئ ليسجل فيه القارئ الكتب الذي يو قراءتها، فيوجه طلبه إلى مصلحة الاقتناءات، ناهيك عن برمجة ما يعرف بالحافز والذي تخصّص من خلاله جائزة لأحسن قارئ أو لأكثرهم ترددا على المكتبة أو حتى المشاركة في الأنشطة الثقافية.
وترى المتحدث أنه لابد من زرع ثقافة القراءة لدى القارئ من دون جوائز لكي لا يتعود على البحث عن الجائزة أكثر من التعود على القراءة، وكذا الاعتماد على تقنية الرف المفتوح والتي يستطيع القارئ من خلاله سحب الكتاب الذي يعجبه بنفسه من الرف دون الرجوع إلى معير الكتاب، ومن أهم المحفزات.
أشارت حياة إلى الاعتماد على المنشط الثقافي والذي يقوم برواية قصة ومن ثم يطلب من الطفل تلخيص القصة في شكل رسم بحكم أن الطفل يحب الرسم، وفي ذات السياق أكدت المتحدث إلى تسجيل 393 إعارة لكتب متنوعة خلال شهر نوفمبر و338 كتاب خلال شهر ديسمبر وأرجعت سبب تراجع المقروئية خلال شهر ديسمبر إلى العطلة الشتوية وما ينجر عليها من تقديم لدروس الدعم التي يقدمها الأساتذة، مؤكدة أن عدد الإعارات للكتب خلال اليوم تفوق 20 كتابا يوميا.
وفي حين أرجعت محافظة المكتبة السبب الرئيسي لعزوف بعض الأشخاص عن القراءة لسبب الانشغالات اليومية لهم وأهم هاته الأسباب هو التوقيت الإداري لفتح المكتبة خاصة وأن كثيرين يودون القراءة ليلا أين تكون أبواب المكتبة موصدة وكذا غياب العمال التقنيين والذين تسعى بخصوصهم الإدارة إلى استحداث رخصة استثنائية لزيادة المؤطرين.
وفي ذات الشأن، التقت «الشعب» مع أستاذة اللغة الانجليزية بثانوية سعودي عبد الحميد بحي 05 جويلية والتي كشفت على أنها بصدد التحضير لبرمجة معرض للقراءة يتضمن مطويات ورسومات من خلال الاتفاق مع مكتبة الأجيال قصد تفعيل الحياة المدرسية ودفع التلاميذ للقراءة، ومن جانبه الأستاذ رشيد طبي أكد أنه يقرأ خلال الشهر من 05 إلى 06 كتب وأنه يفكر في مشروع تحت عنوان إقرأ بثلاث لغات التي يحتوي على شرط لابد من قراءة سليمة وفردية.