د - مشري ولد خليفة أستاذ وناقد بـجامعة الجزائر

النص الشّعري لا يمكن تحديد شكل جاهز له كما في النّظريات التّقليدية

ن ــ ل

في حديثه عن الإشكالية التي تطرّقت إليها «الشعب» حول واقع النص الشعري اليوم، قال الدكتور مشري ولد خليفة أستاذ الأدب العربي بجامعة الجزائر، بأن راهن الشعر ينبغي أن ننظر إليه انطلاقا من تحولات الواقع، وكذلك الابدالات الحاصلة على مستوى الرؤيا والمرجعية والمفهوم والنص الشعري المنجز، وعليه فإن الشعر يشهد تحولات كبيرة إن على مستوى المفهوم أو على مستوى الممارسة.
 لذا فإن الشعر حسب رأيه  في الراهن من منطلق الحداثة أو ما بعد الحداثة أصبح يتمظر بالأساس في المختلف واللاشكل، بمعنى إن النص الشعري لا يمكن أن نحدد له شكلا جاهزا كما كان الحال في النظريات التقليدية، ولهذا فإن الشعر العربي المعاصر هو نصوص مفتوحة وتنبني على الاختلاف واليتم، وهي خروج عن السائد، إن تعدد النصوص في الشعر العربي المعاصر هو ثراء لهذا الشعر.
معتقدا في السياق بأن الإبدال الذي يعرف النص الشعري العربي المعاصر، هو نتاج العولمة والمثاقفة واللقاء بالآخر المختلف، ومن ثم ظهرت في البداية القصيدة الومضة وشعرية الكتابة والآن ظهر نص جديد في بداية التأسيس، وهو الهايكو، وان كانت رؤية هذا النص وتقنياته ليست سهلة كما يتوهّم البعض فهي صعبة جدا، وهي بالأساس تنبني على رؤية فلسفية عميقة للحياة وحس وحدس عميقين في القبض على اللحظة الشعرية وتحويلها الى حالة ثم إلى نص شعري تنبني على عنصري التناقض والمفاجأة.
يضيف الأستاذ مشري بأن هذا النص يعبر عن ثقافته التي أنتجته، ويمكن القول إن الشعر العربي المعاصر بأشكاله المتعددة يحاول أن يقاوم الزوال والفناء في الراهن الذي يستبد به السرد كشكل مهيمن، ولكن يظل الشعر رغم ذلك يؤكد حضوره بهذا الزخم الإبداعي الذي يتنامى في الواقع.
وقد ذهب الدكتور مشري إلى أبعد من ذلك حين اعتقد أن الشعر الآن لم يعد ينبني على مفاهيم وأشكال ماضوية جاهزة، وإنما أصبح دائما يحاول أن يمارس فعل الخروج على كل الأشكال الجاهزة، اعتقد أن الشعر في جوهره تجربة ورؤيا وممارسة نصية، وبذلك يصبح الشعر هو نفي لكل شكل والشاعر يمارس حريته بناء على التجربة والرؤيا التي ينطلق منها في الكتابة، ولهذا فالشعر المعاصر هو نصوص مفتوحة على رؤى وفضاءات نصية مغايرة أصبحت تؤثر في الواقع الشعري العربي، مختتما حديثه حول هذا الراهن على أن  الشعر هو تأسيس باللغة وانطلاقا من اللغة، وبها يبني الشاعر عوالم مختلفة ويستفيد من كل التجارب الإنسانية، فالشعر هو تجربة إنسانية  ولا ينبغي حصره في شكل بعينه، ولهذا التعدد والاختلاف هما الاكثر حضورا وتمثلا لمتغيرات الواقع المعيش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024