الشاعر يوسف بلغيث الباز ـ الجلفة »

النَّصَّ المفتوحَ أو الومضةَ سيكونُ لهما روَّادٌ وعباقرةٌ

 

لا أعتقد أنَّ الشّعرَ سيحلُّ محلَّه ما يقتاتُ على سناءاته، ويودُّ أنْ يجدَ لنفسه مكانًا تحتَ دوحتِه؛ ورُجوعًا إلى تلك المسميات « النّص المفتوح / الومضة « فأنا أضعُها بخانةٍ تقارفُ المعنَى الخارجي للموسيقى.. وحسب، وتستمدّ منها وتتلوَّن بها ظاهريًّا ولكنها في الحقيقة  نثرٌ يعاند شعرًا وينازعه. ولن أكابرَ أكثرَ إذا قلتُ بأنَّ الشِّعرَ ديوانُ العرب كما قال ابن عباس _رضي الله عنه _ ولن يكونَ لسانَ حال العرب غيره. وأتذكر في هذا المقام ما قاله الكاتبة الكبيرة «مرغريت غريبتون» :» الحبُّ داءٌ ولكننا بدُونه لا نكون بصحَّةٍ جيِّدة» وقد ينطبق المثالُ على الشّعر الحقيقيِّ ، وهو داءٌ بالغُ الأثرِ لا نرضى بغير مَصْله لوريدِ المُهجةِ بديلا عن غذائه الصِّحِّيِّ. ولكن تجدر الإشارةُ بأنَّ النَّصَّ المفتوحَ أو الومضةَ سيكونُ لهما روَّادٌ وعباقرةٌ، إذا اجتهدوا في بناءِ سورٍ عالٍ يضارعُ علوَّ سور الشّعر
 ما يكتب إضافة للقصيدة بمفهومها الواسع أم خروج من الضّلع الأعوج لعمود الشّعر؟
.. كسرُ الزُّجاجةِ  قد يكون سهلاً ولكنّه لا يُجبرُ حتَّى وإن تمَّ تعديلُ الشَّرخِ واستعدلَ المظهرُ قوامَ الحُسنِ فيه؛ والمزايدون على القصيدةِ العموديّة يجدون في هذا توكُّؤًا على عصا النّيْلِ من ميراثٍ عتيقٍ أقامً للشّعر قبَّتَه، ورغبَ المترصِّدُ _ المزخرِفِ للحقيقة،، المناوئُ للجمال _ في صُنعِ دميةٍ على جانبٍ كبيرٍ من التَّشابهِ مع المثالِ، وفي ظلِّ تحدّياتِ الحداثةِ المُرقمنة لن يقبلَ الذّوقُ الأصيل أيَّ دخيلٍ على القصيدة العربية الفراهيدية، وليس يعني هذا أي تزمُّتٍ لعمود الشّعر، بقدر التّأكيد على معنى الوفاءِ لكيانِ بناءٍ موسيقيٍّ جماليٍّ وفنِّيٍّ يريد العابثونَ المتمرِّدونَ على الجمال أن يهُدُّوا صومعتَه.. ولكن هيهات،، هيهات..!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024