الاعلامي محفوظ مصباح:

الشعر يواكب التطور والتغيرات في المجتمعات


القصيدة العمودية تحد من تحليق الشاعر في فضاءاته الواسعة الخيال

اعتبر الشاعر والإعلامي المقيم بفرنسا محفوظ مصباح بان الحياة في الجاهلية كانت بسيطة جدا وكانت القصيدة العمودية في قالبها المعروف قادرة على احتواء هموم ومشاعر تلك الحياة البسيطة التي تقوم على الرعي والفلاحة والتجارة، معترفا ان الشعر يواكب التطور والتغيرات التي تحدث في المجتمعات كان ولا بد من ان يتغير شكلا وبنية ونظاما ومضمونا حتى يواكب العصر ويحتوي همومه وأذواقه وانشغالاته.
فلا غرابة ان يحس الشاعر بعجز في القصيدة العموديةالكلاسيكية على احتواء همومه في حياته التي أصبحت أكثر تعقيدا أو أكثر تحضرا فنجد مثلا ابا العتاهية قد قام بمحاولات في التجديد في العروض فنظم أشعارا بأوزان جديدة ونظم كل من أبي نواس وأبي تمام والشريف الرضى وغيرهم بأساليب جديدة في الصياغة والتعبير أما في العصر الأندلسي فقد ظهرت القصائد في شكل الموشحات بحلة جديدة في العروض وفي تنوع القافية والمضمون والأسلوب ومايزال الشعر يتجدد ليواكب التطور وهموم العصر فجاءت القصيدة الحرة المرسلة ذات التفعيلة الواحدة على يد نازك الملائكة والسياب في العراق وعبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور في مصر والفيتوري في السودان.
لأن القصيدة الكلاسيكية العمودية بقيودها المعروفة كالأوزان والقافية والشطرين أصبحت تحد من تحليق الشاعر في فضاءاته الجديدة الواسعة الخيال والهموم كما قالت نازك الملائكة في كتابها قضايا الشعر المعاصر <<الأسلوب القديم عروضي الإتجاه يفضل سلامة الشكل عل صدق التعبير وكفاءة الإنفعال ويتمسك بالقافية الموحدة ولو على حساب الصور والمعاني التي تملأ نفس الشاعر>>وما كادت عاصفة النقد تهدأ في رفض الشعر الحر ويتقبله الناس كنوع من الشعر حتى ظهرت قصيدة النثر في لبنانسنة 1947 في مجلة شعر على يد نخبة من المجددين كمحمد الماغوط وأنسي الحاج وجبرا ابراهيم جبرا ليتحرروا اكثر من قيود الوزن.
 وليس هذا نكرانا للأصلة انما هو الحاح العصر الذي يفرض التجديد في عصرإتسم بالسرعة في كل الميادينواليوم وليس ببعيد في السبعينات ظهر قصيدة الومضة التي تتميز بالتكثيف والإختزالوالغموض والإيجاز الشديد لتجد صداها عند القارئ في زمن يتسم بالسرعة والإقتصاد في كل شيء وخير ما أختم به تدخلي هذا هو ما جاء في افتتاحية مجلة شعر بقلم يوسف الخالو کما أبدعَ الشاعرُ الجاهلي شكله الشعريّ للتعبير عن حياته، علينا نحنُ کذلك أن نبدع شكلنا الشعريّ للتعبير عن حياتنا التي تختلفُ عن حياته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024