بادرت العديد من الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي بالمسيلة إلى اتخاذ عدة إجراءات احترازية في ظلّ غياب الدعم المادي جراء سياسات ترشيد النفقات التي أقرتها السياسة العامة للدولة بعد انهيار أسعار البترول على رأسها التأقلم مع الوضع المادي الحالي من خلال التخلي عن النشاطات الثقافية ذات الطابع الاستعراضي المكلف بينما تنهج جمعيات أخرى سياسة التضامن المالي للأعضاء المنخرطين في الجمعية وحتى الاعتماد على مساهمات رجال المال والأعمال، في حين توقفت الكثير من الجمعيات عن النشاط إلى وقت غير معلوم.
القلة القليلة من الجمعيات الثقافية التي ما تزال تحرك الساحة الثقافية بالمسيلة وباتت تعدّ على رؤوس الأصابع بنشاطات تكاد تكون محتشمة نتيجة غياب الدعم المادي الموجه لها من قبل الدولة، وهو ما اهتدت إليه جمعية أحباب بوسعادة التي نظمت خلال بداية السنة نشاطا ثقافيا حول إحياء وإبراز مخطوطات ووثائق العلامة محمد بن عبد الرحمان الديسي.
على الرغم من أنها لم تتلق أي دعم مادي منذ تأسيسها، حيث أكد أمين مال الجمعية لعمارة فتحي في ذات الصدد أن الجمعية لم تتلق أي إعانة مالية من الدولة منذ تأسيسها، وأرجع المتحدث سبب حفاظ الجمعية على نشاطها في ظلّ سياسة ترشيد النفقات هو الابتعاد عن تنظيم المواعيد الثقافية ذات الطابع الاستعراضي الفلكلوري التي تكلف مبالغ مالية دون جدوى علمية ترجى منها ولا تساهم في تنمية الحراك الثقافي والسمو به نحو الأفضل. وما يعزز سياسة الجمعية حسب المتحدث هو عزيمة أعضاء الجمعية وتضحياتهم وتضامنهم المادي على حسابهم الخاص بهدف يجمعهم هو إنجاح البرامج الثقافية المسطرة التي تعالج عمق المشكل وتجد قبولا عند المثقف دون اللجوء إلى النشاطات الثقافية الغير هادفة، ولم ينف لعمارة فتحي تلقى الجمعية بعض إعانات المحسنين القليلة التي توجه لشراء الجوائز والهديا الرمزية. وفي نفس السياق، أكد عادل بوصلاح نائب رئيس جمعية «رؤى» للرقي الثقافي أن الجمعية كانت تملك رصيد مالي من السنوات السابقة ادخرته لوقت الحاجة وهي اليوم تصرف منه في بعض النشاطات الثقافية الهادفة يرافق هذا الرصيد بحسب المتحدث هو التضامن المالي لأعضاء الجمعية في كل النشاطا، يضاف إليه تبرعات بعض المحسنين الذين يتابعون النشاطات الثقافية ويقدمون يد المساعدة وكذا بعض الإعانات السابقة للمجلس البلدي، مؤكدا في فحوى كلامه أن جمعية رؤى لن تتوقف عن نشاطها الثقافية مهما كانت الصعاب المادية، وما تجدر الإشارة إليه أن العديد من الجمعيات الصغيرة حديثة النشأة وذات الطابع الثقافي عبر تراب الولاية غطّت في نوم عميق منذ منتصف السنة الماضية لغياب الدعم المادي خاصة وأن العديد منها تنشط موسميا فقط.