الباحث محمد مديوني لـ«الشعب»:

المسرح التونسي وراء التحولات الحاصلة في المجتمع

براهمية مسعودة

 

ما يحدث في بعض البلدان بمحرك يدور في فراغ
أوضح الباحث محمد مديوني، العميد السابق للمعهد العالي للفن المسرحي بتونس، أن المسرح في  تونس «واكب الأوضاع الراهنة»، وليس ذلك فحسب بل  كان «وراء التحولات الحاصلة في المجتمع التونسي»، لا فتا إلى أن المسرح  العربي متنوعا متعددا بدرجات مختلفة في العمق والمدى.
وتطرّق مديوني في هذا الإطار إلى  نشأة المسرح في تونس التي كانت مرتبطة، بالمجتمع المدني،  يضيف نفس المتحدّث قائلا:  «من حسن حظنا أننا عشنا مجتمع مدني فعلي من خلال الجمعيات التي نشأت وكانت في بنيتها وسيلة وطريقة للتربية على مفهوم التواصل والديمقراطية والحوار».
وأوضح لجريدة «الشعب» أن المسرح بشكل أساسي والفنون الأخرى في تونس لعبت دور في تهيئة هذه التحولات، إلا أنّه قال  أنّ «التفاعل مع الأحداث،  يصعب على مختلف الفنون،  إذ لو كان آداب  وشعر يمكن أن يكون فيه اندفاع  ووجدان،  أما الفن يتطلب شيئا من التروي، ولو أن عدد من الأعمال حاولت أن تتفاعل مع هذه الأحداث».
وهنا ميّز محدّثنا بين المسارح العربية، لأنّ هناك أسبابا جعلته يطرح  أسئلة حول حقيقة بعض  المسارح، إن كانت معنية بالحكم عنها، بقدر ما يجب أن نتساءل  هل هي موجودة فعلا؟  مؤكّدا في هذا الصدد على ضرورة التمييز كذلك بين «المسرح  والحياة المسرحية»  في عالم المسرح العربي والمسرح بصفة عامة.
وبيّن أنّه «يقصد أنّه يمكن أن يكون في بلد ما عدد من الكتاب وكم هائل من الفرق،  ولكن لا جمهور يشاهد ولا متلقي يتابع،  إذن فهو شبه محرك يدور في فراغ... في هذه الحالة لا يمكن أن نسأل هل له تأثير أم لا،  أو واكب أم «.
وحسب نفس المصدر، يتمثل اليوم الرهان الأساسي ،  في توفير العناصر التي تجعل من المسرح  والسينما والآداب وغيرها من الأصناف الأخرى «حاجة حقيقية» لدى المواطن، ما يستدعي حسبه بذل المزيد من الجهود  والتي بالضرورة تمر بالتربية وإبراز الأعمال والترغيب فيها.
وعن بحثه الذي صدر له مؤخرا عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة بعنوان الحلقة الموؤودة في تاريخ المسرح العربي» ويتألف من 237 صفحة، أوضح أن أطروحته تدعو إلى ضرورة التمييز بين اكتشاف المسرح  وانجازه بشكل عفوي وبين استيعاب الأسس التي يقوم عليها المسرح  والتأليف المسرحي.
وهو «عبارة عن تحقيق وإعادة  النظر في منطق تاريخ المسرح العربي، لأنه عادة ما يقتصر الكلام على مارون النقاش (1817-1855) وبعده أبو خليل القباني (1833 ـ 1903م)، في حين هناك حلقة أساسية، تتمثل في استيعاب مفهوم التأليف المسرحي، وهو ما تم في فترة مهمة سنة 1899، حيث صدر نص يتكلم عن وعي وفهم أسس التأليف المسرحي خاصة الأسس التي أقام عليها أرسطو كتابه «فن الشعر» والذي لم يترجم ترجمة دقيقة إلى العربية إلى عام 1952» وفق صاحب هذا الكتاب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024