عاد عشاق الفن الرابع بمسرح باتنة الجهوي لأجواء المسرحيات ذات الطابع الكوميدي الهادف من خلال العرض الشرفي الأول لمسرحية «طلب زواج» أو «أسلي تسليث»، الذي أمتع الجمهور خلال ساعة من الزمن. يتمحور العمل المسرحي حول 3 شخصيات أب وابنته والجار، حيث يؤدي الأدوار كل من الممثل صالح بوبير في دور الأب، عائشة مسعودي في دور البنت وعز الدين بن عمر في دور الجار وهو نص وإخراج صالح بوبير، واقتباس علي جبارة.
تدور أحداث المسرحية حول جار طلب يد شابة من أبيها، غير أن هذا الأخير لم يصارح ابنته بالخطبة، ليخبرها بأن الجار يرغب في شراء شيء ما منها.. وبعد لقاء الشابة بالجار تفاجأ بعدم معرفتها بموضوع الخطبة نهائيا، وبدل أن يوضح لها الأمر أخذ في الكلام معها بطريقة عشوائية، يأخذ ويعطي في كلام خارج عن مبتغاه الحقيقي ومن بينه موضوع أرض «مرجة فوناس» حيث زعم أنها ملكا خاصا له، كما أنه أصر على الموقف، رغم أن ما زعمه غير صحيح لكون الأرض ملكا للابنة. هذا الوضع خلق صراعا حادا بين الأطراف الثلاثة، ينتهي بطرد الأب للجار... ليعترف أخيرا لابنته أنه كان يرغب في خطبتها، إلا أن خجله وطبعه الهادئ جعل الأمور تسوء إلى هذا الحد. واتضاح الأمور تصاب الشابة بحالة هيستيرية، حيث تطالب والدها بإرجاع الخطيب فورا وهو ما تحقق فعلا، لكن بنزاع جديد حول كلب صيد يدّعي كل واحد منهما أن كلبه هو الأفضل وهذا طبعا لأنها خجلت هي الأخرى من اعترافها للجار بأنها موافقة على الزواج، ليحتد النزاع مرة أخرى لدرجة أن الأب ضرب الجار ضربة أفقدته وعيه، ومن شدة الخوف أخبر كل من الأب والإبنة الجار بأنهما موافقان على الزواج... ورغم أن الزواج تم إلا أن المشاكل والنزاعات بينهما لاتزال قائمة وهو ما نجده حقا في مجتمعاتنا.