المايسترو الراحل تيسير عقلة

عشق الجزائر حتى النخاع فترجم حبه ألحانا خالدة

حبيبة غريب/ الوكلات

تعلق قلبه بالجزائر فطلب أن يدفن بأرض شهدائها

فقدته الجزائر والساحة الفنية، يوم الثلاثاء 22 نوفمبر الماضي، كانت أعز أمنية له أن يدفن بأرض البلد الذي استضافة منذ أكثر من 40 سنة، فبادله الحب والصداقة والأخوة ووجد فيه منبعا لإبداعه الفني وصرحا لتأليف وإنتاج وتقديم موسيقاه وألحانه الخالدة، إنه صديق الجزائر الملحن وقائد أوركسترا الإذاعة الجزائرية تيسير عقلة السوري الجنسية، الذي وري التراب بمقبرة العالية تلبية لأمنيته الوحيدة وهي أن تحتضن أرض الجزائر الطاهرة جثمانه بعد أن توافيه المنية.

لبّت السلطات الجزائرية أمنية الراحل الذي أرغمته الظروف على العيش بالمهجر حتى رمقه الأخير، عرفانا وتكريما لروحه الطيبة ولحبّه ووفائه للجزائر. فقد عاش آخر سنين عمره في المهجر بعيدا عن بلده المحبوب، لكنه رجع إليه رجوع العمالقة الكبار والإبن البار، فقد رجع «ملكا معززا مكرما» كما صرحت إبنته الفنانة سماح عقلة للصحافة يوم دفنه بمقبرة العالية. وهو يعتبر، كما صرح بدوره ابنه فيصل عقلة، قامة وأحد أعمدة الموسيقى العربية أعطى الكثير للفن الجزائري.
عرف تيسير عقلة الجزائر من خلال ثورة نوفمبر المجيدة، فأحبها واستقر بها وأحبه شعبها وفنانوها بدورهم وأصبح واحدا منهم وتعرف على الموسيقى الجزائرية وتعلمها، فلحن فيها وأمتع وأطرب. وله، بحسب عبد القادر بن دعماش، قرابة 150 لحنا، لكنه عرف في عز إنتاجه الفني بلحن رائعة «ثورة الأحرار» التي أدتها الراحلة صليحة الصغيرة، وأغنية «أنا الجزائر». كما كانت له تجربة في أداء الأغاني في بداية مشواره الفني.
تزوج الفنانة الجزائرية الراحلة نادية كارباش التي توفيت في شهر فيفري 2010 وأنجب منها ابنته الفنانة سماح عقلة.
وحظي الفقيد يوم رجوع جثمانه من مدينة بروكسيل البلجيكية حيث وافته المنية بها عن عمر يناهز 77 سنة بعد إجرائه عملية جراحية، بجنازة رسمية مهيبة بحضور ذويه ومن عرفه وأحبه من الفنانين الجزائريين.
وشهد له الكثير، على رأسهم وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، بموهبته الفذة وأعماله الخالدة وحبه العميق للجزائر وتعلقه بشعبها، فقال عنه: «إنه كان فنانا مبدعا ومتألقا ورمزا من رموز الموسيقى الملتزمة، كان وراء تطوير الأغنية الوطنية»، معتبرا إياه من «بين الملحنين الكبار وصديقا للفنانين، ومبدعا لأعمال ستبقى مصنفة في خانة إبداعات كبار الموسيقيين».
وكشف يوم دفنه مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ عن مشروع جمع أعمال الراحل لتبقى مرجعا يؤرخ لمسيرته الفنية وإنتاجه الفني الغزير، وبأن الاتصالات جارية بين هيئته وعائلة الفقيد حول ذلك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024