نشّط عبد القادر بوعزارة محافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية ندوة صحفية، أول أمس السبت بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، تطرّق فيه إلى ملامح البرنامج الذي تقترحه الطبعة الثامنة من المهرجان، الذي تجري فعالياته من 30 نوفمبر إلى 04 ديسمبر بأوبرا الجزائر. وأكّد بوعزارة أنّ احتضان الأوبرا الجديدة لسهرات المهرجان سيضفي رونقا غير مسبوق، وسيشكّل إضافة نوعية لهذا الحدث الذي أثبت وجوده على مختلف المستويات.
ستعرف هذه الدورة مشاركة 13 دولة، بما فيها فرنسا ضيف الشرف، موزّعة بمعدل 3 دول في كلّ سهرة، فيما تمثّل الأوركسترا السيمفونية الوطنية الجزائر، وتنشط حفل الافتتاح يوم الأربعاء 30 نوفمبر.
وقال بوعزارة إن هذه الدورة ستركز على الأداء الصوتي والغناء الأوبرالي، وهذا اغتناما لفرصة إجرائها في دار الأوبرا بوعلام بسايح. وبخصوص تخفيض الميزانية أكّد أنّ عودة بسيطة للتاريخ ستبين كيف أن الطبعات الماضية كلها لم تأت بسهولة: «ليس لدينا نفس الإمكانيات مثل الأوركسترات الأخرى، ولكنّنا ناضلنا وجبنا كل التراب الوطني». وفي هذا الصدد، أضاف المايسترو أمين قويدر بأن الميزانية أقل بكثير ممّا كانت عليه، ولكن حب الموسيقى مرتبط بمعرفتها، وقد تعلّم المشرفون على المهرجان أن يعملوا على الحفاظ على المستوى بأقل الإمكانيات.
وعن سؤالنا حول إمكانية تأثير تغيير مكان المهرجان على توافد الجمهور، أكّد بوعزارة أن تذاكر الحفل الأول قد بيعت، وأن كثيرا من الحفلات تقارب على أن تبيع كل تذاكرها، وهذا دليل على حب الجمهور للموسيقى السيمفونية، كما أن سعر التذكرة الذي لا يتعدى 300 دج سعر رمزي ومشجّع جدا. وقد كان قائد الأوركسترا الوطنية هو الذي اشترى أول تذكرة، وعلّق على ذلك بقوله: «فعلت ذلك بشكل رمزي».
كما أكّد المايسترو أمين قويدر أنّ الميزة الأساسية لهذه الطبعة تتمثل في أوبرا الجزائر، لأنّ التقنيات التي تتوفر عليها القاعة هامة جدا للموسيقيين، كما أنّ القاعة تتسع لحوالي 1400 متفرج. وقد تعرّف موسيقيو الأوركسترا السيمفونية عليها حينما أحيوا حفل التدشين الرسمي يوم 20 أكتوبر الماضي بحضور رئيس الجمهورية، وقبل ذلك حفل افتتاحها 20 جويلية الماضي بحضور الوزير الأول.
وفي سياق متصل، اعتبر مدير الأوبرا نور الدين سعودي أن القاعة جميلة وكبيرة ومجهّزة كما يجب، ولا ينقصها إلا الروح التي سيبثّها فيها المبدعون، وأضاف بأنّ هذا المبنى يجب أن يكون له شخصيته، شخصية صوتية ولكنها أيضا بصرية، وكشف عن تنظيم حفلات توعوية وتربوية في المستقبل لصالح الأطفال، وذلك: «من أجل اكتشاف موزار الغد».
واستعرض المايسترو أمين قويدر برنامج الافتتاح، مشيرا إلى أنه سينقسم إلى فقرات، بحيث تكون الفقرة الأولى في شكل تكريمات، أولها للفنان الجزائري محبوب باتي، حيث تقترح الاوركسترا موسيقى جزائرية على النمط السيمفوني، أما التكريم الثاني فهو لإنيو موريكوني الذي ستعرف له الأوركسترا موسيقى فيلم «معركة الجزائر». فيما يخص التكريم الثالث مريام ماكيبا بعزف القطعة الموسيقية «أفريقيا، أفريك، أفريكا».
أما الفقرة الثانية فستكون أوبرالية مع الفنانة الجزائرية السوبرانو أمال براهيم جلول، رفقة الباريتون الفرنسي توماس دولي. فيما ستشهد الفقرة الثالثة عزف موسيقى سيمفونية مع قطعة «بريلود» للألماني فرانس ليست. وستكون الفقرة الرابعة موعدا لتقديم موزار بألحان جزائرية مع آلتي القانون والعود، وهي التي سبق وأن عزفتها الأوركسترا في مناسبات مثل حفل المواهب الشابة وحفل جوائز علي معاشي، ولكنها ستقدّم لأول مرة أمام الجمهور الواسع للمهرجان.
الفاتح ديسمبر سيكون موعدا لسهرة عربية مع سوريا وتونس، مع مشاركة يابانية بالثنائي «يوكوهاما سينفونييتّا». أما الثاني من ديسمبر فسيعرف مشاركة إسبانيا، النمسا، وضيف الشرف فرنسا ممثلا في أوركسترا أوبرا ماسي، والسوبرانو إيستيل بيريو، والميدزو سوبرانو هيلين ديلالاند، والتينور ريمي بولاكيس إلى جانب الباريتون مارك سوشي. الثالث من ديسمبر سيشهد مشاركة ثلاثي نسوي من السويد، وثلاثي من المكسيك أحدهم السوبرانو مونيكا آبيرغو، ثم برنامجا موسيقيا من كوريا الجنوبية. أما الرابع من ديسمبر فيعرف مشاركة ثنائي من ألمانيا، بثلاثي تينور أوبرالي من إيطاليا، ثم الأوبرا الوطنية للصين.
كما ستنظّم ثلاث دورات «ماستر كلاس» بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، ينشطها موسيقيون محترفون من المكسيك، النمسا، كوريا الجنوبية والسويد.