اعتبر صاحب رواية «قبل الحب بقليل» بأنّه لا مقدس في الثورة، بدليل أنّه في بعض الأحيان تكتشف أشياء مقدّسة وبعدها نصحو على أنها عكس ذلك، مثلا يقول إنه يعتقد أن كل الجزائريين إخوة وبعد الثورة نكتشف أنهم عكس ذلك، مستشهدا بالصّراعات التي حدثت بين الولايات التاريخية والأزمات التي أعقبت الاستقلال والتي يعرفها العام والخاص، ومن فجر الثورة إلى غاية اليوم تقول لنا الأحداث عكس ذلك.
التّاريخ يجعلنا أمام مسؤولية قراءة هذه الأشياء بدقة وبعيدا عن السقوط في كليشييهات فارغة، متحدّثا في الصدد ذاته عن روايته التي منعت من الصدور «صهيل الجسد»، وهي حسبه تتحدّث عن الثورة الجزائرية، في علاقة بين الجد وزوجة ابنه إبّان الثورة التحريرية، معتبرا هذه الحالة إنسانية من صنيع البشر، أين تنتهي بقتل الجد الذي هو عمود البيت. في الشأن ذاته أنّ الأديب الجزائري مخلوف عامر تحدّث في كتابه عن الثورة الجزائرية، استثنى هذه الرواية بدليل أن كل الروايات التي كتبت عن الثورة كانت في تجاه التّقديس أي الكتابة التي تتحدث عن البطولة وغيرها. ويقول صاحب الكتاب بأنّ رواية «صهيل الجسد» هي الوحيدة التي خرجت عن الإيقاع، لأنّها كتبت الثورة من منطق آخر وهي الخيانة، ليقول الزاوي متحدثا عن إشكالية أخرى وهي أن الثورة لا تصنعها ملائكة بل هم بشر، والمجتمع الذي ينتج الثورة ليس مجتمع الجنة، لذلك يقول إنه بحث كثيرا في هذه المسائل المظلمة لأنّها إنسانية تماما وليس العكس، ومن هنا كانت روايته تحمل هذه الهوامش الانسانية، ليختتم كلمته بمقولة وضعها في روايته الأخيرة، «في الثورة لا مقدس ولا قديس في الثورة فقط نحتاج إلى امرأة».