أكتب لقارئ جزائري وهواجسي نفسها في الرّواية العربية أو الفرنسية

المواطنة الحل لتعايش الجميع

صرياك سارة

تطرّق الكاتب والدكتور أمين الزاوي من خلال «الشعب الثقافي»، إلى رؤيته الفلسفية في الكتابة والتي تقوم على ثلاث محاور شكّلت مشروعه الأدبي طيلة 25 سنة من «صهيل الجسد» إلى آخر رواية «السّاق فوق السّاق»، وهي المرأة والمواطنة، الدين والعدالة الاجتماعية، هذه الأفكار التي يدافع عنها يقول الكاتب سواء كتب بالعربية أو الفرنسية.

أكّد أمين الزاوي أنه لا يختار لغة الرواية بنية مبيتة قائلا: «أنا لا أخون قارئي أبدا سواء كتبت بالعربية أو بالفرنسية، نفس الهواجس ونفس ما يسكنني تجده في رواياتي بالعربية كانت أو بالفرنسية لأنّي بالأساس أكتب لقارئ أتصوّره في الجزائر وليس في مكان آخر أتصوره في بجاية مثلا أو في وهران أو تمنراست سواء كان هذا القارئ معربا أو مفرنسا. بالنسبة لي الأهم هو الصدق والأمانة في طرح أفكاري وما أؤمن به، لا يهمّني التّسويق أو أن تأخذ رواياتي صدى في أوروبا، إرضاءً لقارئ أوروبي أنا كل ما يهمّني أن أكون صادقا في الدّفاع عن أفكاري».
واستدل الكاتب بروايات كتبها بالعربية وأخرى بالفرنسية تحمل نفس همومه وأفكاره بشخصيات وحبكة مختلفة كـ «يصحو الحرير» أو «les gens du parfum»
هذه الأخيرة التي ترجمها الأستاذ بوطغان إلى العربية، حيث يقول أمين الزاوي أنّها ترجمت بطريقة ممتازة لأن المترجم وجد جزائرية في النص، ويضيف أنّ الشّخصيات تلاحقه من رواية إلى أخرى وتبقى ملتصقة به للتداخل بين ما يكتبه بالعربية والفرنسية.
واعتبر الزاوي أنّ الكاتب الحقيقي هو الذي لا يكتب من أجل إرضاء جهة معيّنة أو ناشر معين أو بحثا عن جائزة معينة فهذا بالنسبة له أدب موسمي سريعا ما يزول بريقه، حيث يقول»أنا نشرت في أكبر دور النشر الفرنسية كدار»فايا» نشرت لي «وليمة الأكاذيب» و»لاسوميسون» هذه الأخيرة التي بيع منها 64 ألف نسخة خلال 3 أيام فقط بفرنسا الا أنني شعرت أنّ ولادتها الحقيقية كانت حينما نشرت في الجزائر، وهذه سعادة الكاتب ونرجسيته وما يرضيني على المستوي الذاتي.
وفي سؤال عن حملة الترهيب من التطرف الإسلامي، وما قد يكون له أثر من التدعيم لتطرف من الجهة المقابلة كالإلحاد مثلا، قال ضيف «الشعب الثقافي» أنّ المواطنة هي الحل «أنا لما قلت المواطنة، الملحد مواطن والمتديّن مواطن الجميع سواسية، ويجب الدفاع عن ذلك. إذا دافعت اليوم على سبيل المثال عن المتدين غدا قد يخرج من يكفرك كما يحدث الآن مع «داعش» الإرهابي، ولهذا فالمواطنة الحقيقية هي الضّامن الوحيد لحماية الجميع وحماية الإنسان كقيمة جوهرية، ويبقى الاشتراك في الوطن هو الرابط بين جميع الفئات». ويضيف الأديب أنه يجب مناهضة كل أشكال التطرف وليس الدينية فقط، والابتعاد عن الإقصاء، حيث تجد أن الإلحاد جزء من الثقافة الإسلامية كالمعتزلة وإخوان الصفا، ملفتا النظر إلى أنّ هنالك كتاب «فلسفة زماننا» لإبراهيم صحراوي يتحدّث عن هذه النقطة، بالإضافة إلى كتاب «الملل والنحل» الذي يدخل اليهود في الثقافة الإسلامية.                      
لم أكتب بالعامية لكنّي نشرت روايات
بها حوارات  الجزائرية
أما عن الكتابة بالعامية والتي ظهرت في بعض رواياته، بالإضافة إلى الشعر العامي، وهل هنالك مشروع رواية كاملة بها، قال الأديب: «أنا لم أكتب بالعامية لكنّي نشرت روايات بها حوارات بالعامية الجزائرية. أذكر لما نشرت أول مجموعة قصصية لي بعنوان «ويجيء الموج امتدادا»، والتي نشرت في وزارة الثقافة السورية وكان وقتها زكريا تامر وميشال كيلو في لجنة القراءة، وكان بها حوارات بالعامية حيث بعثوا لي برسالة وذهبت أنا إلى ميشال كيلو، فقال لي إن المجموعة جميلة ولكن لو تغير الحوارات للعربية الفصحى أو تقوم بوضع ترجمة لها في الأسفل..وأنا رفضت وقلت إما تنشر كما هي أو أقوم بسحبها، وأنا كنت جد خائف في وقتها لأني كنت أريد أن تنشر مجموعتي وفعلا نشرت كما هي».
هنالك اليوم بعض التجارب في هذا المجال، يضيف الزاوي وفي المغرب اليوم توجد تجربة متطورة للرواية باللغة العامية لكن مواضعها كلها تتحدث عن المهمشين، المخدرات..ولما أجري حديث مع كاتب هذه الروايات وسؤال عن سبب اختيار المواضيع بالذات، قال إنه بصدد التحضير لرواية سياسة بالعامية ليثبت أن نجاحها ليس مرتبطا فقط بالموضوع.    

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024