يرى الكاتب أمين الزاوي، أن اللغة الفرنسية ليست عقدة، بل هي مسألة اجتماعية تاريخية لا يمكن تجاهلها أو التخلي عنها، مستشهدا بالمثل القائل «ما تطلق اللي في يدك واتبع ما في الغار»، مبررا ذلك بوجود أكثر من 7 ملايين نسمة يعيشون بفرنسا التي ـ حسبه ـ تشكل قوة اجتماعية اقتصادية، لغوية، ثقافية، روحية ودينية.. الخ يتقاسمها البَلَدان، دون تجاهل اللغة العربية والأمازيغية، وهو توازن ـ كما قال ـ يجب المحافظة عليه مع التفتح على اللغة الإنجليزية كلغة ثالثة إلى جانب اللغات الأخرى، لكن تبقى الفرنسية في رأي الزاوي لغة تواصل وانفتاح من المهم المحافظة عليها، فهي ضرورية ـ حسبه ـ خاصة على المستوى السوسيولوجي والثقافي وفي مجال بُعدُ النظر للجزائري الذي ينطقها أينما ارتحل، مؤكدا أن هذا الأمر يجب أن يتحمل المثقفون والنخب مسؤولية التفكير فيه بدقة قبل السياسي، «فلا يجب أن نترك السياسي يحسم في المسألة اللغوية». وأضاف الزاوي بأنه كَتَبَ «جزائروية اللغة الفرنسية» لإبراز أن الجزائريين لا يكتبون اللغة الفرنسية مثل ما يكتبها الباريسيون، «ففي صياغتي مثلا أفكر جزائري، بمعنى المخيال جزائري والجملة جزائرية، لهذا يجد القارئ في كتاباتي كثيرا من الفواصل حتى يفهمها قارئ الضفة الأخرى»، مشيرا إلى أن الإعلام الجزائري الناطق بالفرنسية يقدم لغة ثانية استفادت منها اللغة الفرنسية، ولو لم يكن الجزائريون والمغاربة والأفارقة والكيبيكيون.. لماتت هذه اللغة، لأن التركيبات الجديدة ـ حسب الزاوي ـ تأتي من الخارج، ونفس الشيء حدث مع اللغة العربية، التي خدمها الفرس والبربر «فالغريب عن اللغة على المستوى التركيبي والجمالي هو الذي يضيف لها أشياء جديدة، لهذا يقال أن الأوروبيين اندهشوا لنصوص جزائرية معينة بالفرنسية لأنها تحمل روحا أخرى وبنية جمالية جديدة».