في ردّه حول ما أثير مؤخّرا في ملتقى عبد الحميد بن هدوقة حول الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية إن كانت جزائرية أم لا، باعتبار الإشكالية قد تناولها الدكتور أحمد داود في كتابه باللّغة الفرنسية «الرّواية الجزائرية المكتوبة باللّغة العربية»، فهل ينطبق نفس الأمر عند الحديث عن أعمال أمين الزاوي وهي في مجملها مناصفة باللّغتين؟ هل نقول أنّ نصفها عربي والنّصف الآخر فرنسي؟ هل ذلك يعود إلى تأثير الأعمال النّقدية في السّاحة أم أنّها مجرّد صرخات في واد؟
أوضح الرّوائي أمين الزاوي بأنّ الحديث عن هذه الظّاهرة يجرّنا إلى التوقف عند دور الجامعة والممارسة النقدية عند النخب والمؤسسات المهتمة ممّا لها علاقة بالأدب والتّرويج له، معتبرا أنّ هذا النّقاش بين قضية الانتماء وغيره هو نقاش عقيم، قال بأنّ أول من بدأه الدكتور عبد المالك مرتاض والدكتور ركيبي منذ الستينات، بمعنى قبل محمد داود في اعتقاده أنه جيل تربّى على الثورة والثقافة العربية والأفكار السائدة آنذاك، لم يكن لهم أفق ثقافي أوسع، رغم الاحترام الكبير لهم، وهذه تأتي ضمن رؤيتهم للأشياء في تلك لمرحلة، معتقدا في السياق ذاته بأن مرتاض الآن قد غيّر موقفه لأنه واكب الكثير من التطورات والاطروحات. يضيف الزاوي في السياق ذاته بأنّ هذه الظاهرة سوسيو - ثقافية، تختلف مع قضية الانتماء هل أنت مع أو ضد، معتبرا أنّ التّعايش موجود بين البشر بشكل متوارث بل أكثر من ذلك أنّ عدد الجزائريين في فرنسا مثلا هم أكثر الجاليات الموجودة على الاراضي الفرنسية من غيرهم من الجاليات الأخرى، مثلا، ومع انفتاح العالم بواسطة التطبيقات الالكترونية والأنترنيت ازدادت الكتابة باللغة الفرنسية حتى أنّ العربية أصبحت تكتب بحروف فرنسية في الوسائط الاجتماعية مثلا، وهذا دليل آخر على الإفرازات المختلفة، بالتالي اللغة العربية منتهكة والفرنسية نفس الشيء، والمجتمع ينتج ثقافة جديدة، لا توجد الصفوية في الإبداع فهي وهم، أن تجد مجتمعا لا ينتج ثقافات أخرى يعتبر وهما أيضا، يعتقد أن مثل هذه الأطروحات تجاوزها الزمن.
في السياق ذاته، يوضّح بأنّ هناك بعض الأساتذة برتب كبيرة في الجامعة يطلقون أحكاما لا تجد لها مكانا في الواقع بقدر ما هي أبعد من الخيال إلى الحقيقة، مضى عليها الزمن الثقافي والإبداعي، نحتاج إلى فضاءات وجامعة متفتحة، قائلا: «رغم احترامي لكتابات الروائي عبد الحميد بن هدوقة، حيث درست أعماله وكان لي الشرف أنه أول من عيّنني على قطاع الثقافة بوهران، أثناء توليه رئاسة المجلس الوطني للثقافة في تلك الفترة، إلاّ أنّني لم أدعو إلى هذا الملتقى ولو مر واحدة بالرغم إنه في الطّبعة الـ 15»، لذلك يقول بأن الأمور تحتاج إلى تفكيك ومصالحة ونقاش لما لا.