طغيان الكتاب الديني والمدرسي على المشهد

إنتشار مقروئيته بسبب الدعاة وفقهاء الدين الأكثر نشاطا من غيرهم

سطيف: نورالدين بوطغان

يطغى مشهد الكتاب الديني على  عالم الكتاب بعاصمة الهضاب سطيف  في السنوات الأخيرة،وهذا بشكل جد ملفت، نعم هذا ما يمكن معاينته بوضوح كبير في جميع المعارض الوطنية التي تقام سنويا للكتاب بالمدينة، وكذا في مختلف المكتبات المنتشرة عبر العديد من النقاط.

يرجع العديد من أصحاب المكتبات هذه الظاهرة، وانتشارها الملفت إلى الطلب المتزايد عليها من طرف القراء من مختلف الأعمار، بسبب الصحوة الدينية التي شهدتها بلادنا منذ أواخر السبعينات، وإضافة الى كل هذا انحسار اللغة الأجنبية لدى الجيل الجديد لصالح لغة الضاد، مما رفع من مقروئية الكتاب الديني بمختلف محتوياته، من مواعظ وقصص للأنبياء وتفسير للقران الكريم، ومؤلفات الدعاة، وتاريخ للحضارة الإسلامية، إضافة إلى كتب الأذكار و كتب الأحاديث النبوية والقران الكريم بطبيعة الحال. ولعل الأسعار المعقولة مقارنة بكتب في ميادين أخرى هي من سهلت الإقبال عليه أكثر من غيره، خاصة ما يتعلق بالإنتاج الأدبي الذي قل الإقبال عليه بشكل كبير، هذا ما يلاحظه المتتبع لرفوف المكتبات في كل مكان، عكس ما كان يحدث في سنوات السبعينات والثمانينات. من جهة أخرى، يرجع المختصون سبب انتشار مقروئية الكتاب الديني إلى كون الدعاة والفقهاء المسلمين أكثر نشاطا من غيرهم في سبيل نشر الدعوة، مما رفع من حجم الإنتاج، وكذا حجم الإقبال عليه من طرف الأجيال المختلفة، ولا يعني هذا انتشارا للمقروئية في حد ذاتها، لأن الكثير من هذه الكتب لا تقرأ بالضرورة، وإنما توضع للزينة في مكتبة البيت لجودة أغلفتها وطباعتها، مع الرجوع اليها عند الضرورة، لكن الإشكال المطروح يتمثل في بعض الأفكار المتضاربة بينها أحيانا، لاختلاف المذاهب والرؤى، وهو ما ساهم بشكل كبير في انتشار التطرف باسم الدين لدى البعض، حتى يتخيل المرء أن الكثير من محتويات هذه الكتب هو بعيد عن الدين الصحيح الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى دينا لعباده. لكن مقروئية الكتاب الديني لا تعني بالضرورة أن كتبا أخرى من مواضيع أخرى لا تعرف إقبالا، فالمكتبات اليوم تسترزق أكثر من الكتاب المدرسي الذي أصبح يشكل أكثر من نصف مبيعاتها، خاصة في الأشهر الأولى للأيام الدراسية، وتبقى الكتب التي تتناول القواميس بمختلف أشكالها، وكذا كتب التكنولوجيا الجديدة في الإعلام والاتصال تستقطب جمهور القراء لمواكبة العصر، حيث اصبح من لا يجيد هذه التكنولوجيا وخباياها أميا لدى البعض، مما رفع من درجة مقروئيتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024