الصحفي والكاتب «محمد بوعزارة :

منشور يكرّس مرجعيتنا الدينية لكن مع تفعيل لجان الرقابة والمتابعة

أكد لنا الكاتب والصحفي المتميز «محمد بوعزارة لـ «الشعب» حول مسألة الكتاب الديني في الثقافة الوطنية، هل هو معيار المقروئية أم بديل تجاري؟ أنه من الصعب أن نجزم بداية أن الكتاب الديني أصبح ظاهرة تجارية أو أنه في مقابل ذلك ظاهرة صحية للمقروئية في الجزائر، ففي ظلّ نقص الدراسات الاجتماعية والبحوث العلمية لما يمكن أن نصطلح عليه بظاهرة اقتناء الكتاب الديني من طرف جمهور واسع من الناس ولا أقصد القراء.
قسنطينة: مفيدة طريفي
حيث أكد الكاتب أن الحكم غير مكتمل بل وتنقصه النظرة الموضوعية خصوصا لظاهرة لاحظنا أنها بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، سيما بعد أن كرّست الجزائر في تلك الفترة سياسة دعم سعر الكتاب حيث لوحظ ـ حسبه ـ إقبالا ملحوظا على اقتناء الكتاب الديني، وكان الملفت للنظر أن بعض الذين يشترون الكتاب الديني لا كتابا واحدا من نفس العنوان ومعنى ذلك أن عددا من هؤلاء كانوا يشترون أعدادا من هذا العنوان أو ذاك ليس للقراءة  بل للاتجار والبيع، ومع ظاهرة الإسلام السياسي والانفتاح الذي عرفته الجزائر بعد دستور 1989 الذي أقرّ التعددية السياسية والإعلامية ثم ظهور أحزاب إسلامية لوحظ أن بعض المكتبات ولو على قلتها ومعارض الكتاب كانت تشهد إقبالا كبيرا على الكتاب الديني.
هذا وقد أضاف ولهذا، فإذا كانت مخاطر انتشار بعض الكتب الدينية وتأثيراتها السلبية خصوصا على الناشئة طرحت على أكثر من صعيد وتشكّلت على ضوء هذا لجان للمقروئية والمراقبة على مستوى وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة، درءا للمخاطر التي يمكن أن يتسرب منها الكتاب الذي يمكن أن يشوّه ديننا ويعمل على التشكيك في النصوص وفي المذهب المالكي الذي كان يقينا دوما من كل أشكال العنف والتطرف ويقينا من الظاهرة المذهبية الدخيلة التي كثيرا ما أفسدت علينا القيم النبيلة التي حملها الدين الإسلامي الحنيف من تسامح وتآخ بين أفراد المجتمع ومن سمو بالنفس الإنسانية بل ومن حب لكافة الأمم في ظل احترام الآخر واحترام معتقداته الروحية وعاداته وتقاليده بعيدا عن التزمت والتحجر الذي حملته بعض التيارات الدينية باسم الدين والدين براء من كل هذا.
وقد تمّ ملاحظة أن البعض باسم الحرية راح ينتقد ما سماه بالتضييق على الكتاب الديني بدعوى أن الناس أحرار فيما يقرؤون وينتقدون من كتب، وأن هذا الأمر هو تضييق على الحريات الفردية والجماعية وفاتهم أن عددا من الكتب فيها مغالطات وفيها تشويه للدين الإسلامي وفيها مس بصحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والواقع أنه من هذا المنطلق يصعب أن نجزم أن ظاهرة اقتناء الكتاب الديني في الجزائر تحمل دلالات تجارية أو أنها في مقابل ذلك تحمل مغزى لمقروئية الكتاب الديني، مضيفا قائلا «لماذا أقول هذا لأنه لا توجد إضافة إلى العناصر التي ذكرتها عمليات سبر للآراء في هذا المجال ولا دراسات علمية عن هذه المسألة التي كانت خصوصا في التسعينيات تشكل ظاهرة بحد ذاتها».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024