شفيق ايكوفان أستاذ قسم الإعلام بجامعة تيزي وزو لـ«الشعب

صالون الكتاب بحاجة إلى إشهار و الجامعة كشريك أساسي

تيزي وزو..ز/ كمال

 دعا أستاذ قسم الإعلام بجامعة مولود معمري بتيزي وزو الدكتور ايكوفان شفيق القائمين على تظاهرة الصالون الدولي للكتاب «إلى الانفتاح أكثر على الجامعة والطبقة المثقفة التي تمثل في معظمها الطلبة والباحثين، بالتركيز أكثر على حاجيات ورغبات هذه الفئة فيما يعرض من كتب ومؤلفات، مقترحا بالمناسبة تنظيم دراسة استطلاعية تسبق التظاهرة لمعرفة توجهات القراء على غرار السياسة المنتهجة في الصالونات الدولية التي تقوم بعملية سبر أراء الكتروني لتحديد التوجهات والاحتياجات، وبالتالي الرفع من نسبة حضور الجمهور..
 اعتبر الأستاذ ايكوفان في حديثه لـ»الشعب» «أن الجزائر تفتح أبوابها كل سنة لاحتضان فعاليات الصالون الدولي للكتاب، ليكون محطة جديدة لمحبي القراءة والإطلاع، وهي فرصة ثمينة لتبادل الخبرات إلى جانب تقريب مختلف النزعات الأدبية والعلمية والثقافية، وهو مثالي أيضا من حيث عدد الزوار، حيث يعتبر الأكبر عربيا بمليون ونصف مليون زائر في كل طبعة، كما أن تنظيم مثل هذه التظاهرات أمرا صعبا وإنجاحها أصعب، مع ذلك أثبتت الطبعة العشرين التي كانت السنة الماضية طيلة عشرة أيام تحسنا ملحوظا في مستوى التنظيم مقارنة بالطبعات السابقة وكذا محاولة إرضاء مختلف الأذواق الثقافية في مجال المطالعة، وهو ما نتمناه كذلك في الطبعة الـ21 التي تنطلق الأسبوع المقبل، على الرغم من أن تجربة بهذا الحجم ما زالت تحتاج إلى المزيد من التحسينات واستدراك النقائص».
ولدى تقييمه لدرجة حضور الجامعة الجزائرية في التظاهرة وأسباب غياب التنسيق وتهميش أبحاث الأساتذة والطلبة المتعلقة بأطروحات الدكتوراه والماجستير، أكد أستاذ الإعلام «أن قطاع التعليم العالي قد يساهم بشكل فعّال في إثراء الصالون الدولي للكتاب، من خلال البحوث والرسائل والأطروحات الجامعية التي ينتجها القطاع كل سنة، فهناك تخمة في البحوث والدراسات على مستوى الجامعات، معظمها تبقى محتجزة بين أسوار المكتبات، رغم ثقلها العلمي والمعرفي، فالآلاف من هذه المنتوجات العلمية يمكن استغلالها بشكل إيجابي في إثراء أروقة الصالون، من خلال فرزها من حيث الجودة العلمية ثم طبعها في نسخ مكتبية تستفيد الجامعة المنتجة لها من عائداتها، وهكذا تكتمل دورة الإنتاج العلمي للمؤسسات الجامعية، وتثمّن الجهود الأكادمية ونضمن جناحا خاصا بالبحوث الجامعية على مستوى صالون الكتاب. كما اعتبر مسألة دعم الناشرين الشباب والمبتدئين أمرا في غاية الأهمية من طرف الدولة، حيث عادة ما تعترض المشاكل المادية طريقهم في مجال الإبداع، وهنا دعا القائمين على مثل هذه التظاهرات الثقافية وكذا الوزارات المعنية «إلى دعم هذه القدرات المكنونة، بتبني إصداراتها، كأن تخلق دار نشر خاصة بهذه الفئة تضمن لها جناحا ترويجيا على مستوى صالون الكتاب، تتمكن من خلاله من التعريف بمنتوجها الثقافي من جهة، والتموقع في عالم الإبداع المكتوب من جهة أخرى، خاصة إذا علمنا أن معظم ممثلي هذه الفئة هم من الشباب خريجي الجامعات، الذين يحتاجون في بداية مشوارهم إلى من يتبنى طموحهم.
وبهدف إنجاح الطبعة القادمة والترويج لها لدى الجمهور العريض ومحبي القراءة بالخصوص، تحدث الأستاذ ايكوفان على أهمية الإشهار الواسع كعامل أساسي يواكب مثل هذه التظاهرات الفكرية والمعرفية الدولية وعلق بقوله»يمكن القول أنه لا يمكن لأي تظاهرة مهما رصدت لها من أموال وإمكانيات بشرية أن يصل صداها دون حملة إشهارية قادرة على التعريف بها، وهي نقطة مهمة مازال الصالون الدولي للكتاب في الجزائر مطالب بمجهود إضافي لبلوغها، فالحملات التعريفية بهذا الصالون لا تتخطى الحدود الوطنية، رغم أن تظاهرة بهذا الحجم من شأنها أن تستقطب زوار أجانب مولوعين بهواية القراءة والمطالعة، فالصين مثلا وفرنسا تعوّلان بشكل كبير على الزوار الأجانب في مختلف تظاهراتها الأدبية والعلمية، مع إجراءات تحفيزية طفيفة كتخفيض أسعار التذاكر، وتنظيم رحلات جماعية منظمة من وإلى الجزائر في إطار زيارة الصالون، كل هذا سيسمح بتعريف التظاهرة عالميا وسيدرّ العملة الصعبة على الجزائر، كما قد يفتح آفاقا واسعة لشراكة أجنبية في مجال الإصدارات والتنظيمات في هذا المجال. في الأخير شدّد أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة تيزي وزو على ضرورة تفتح الجامعة على معرض الكتاب، بسبب حرمان أغلبية الطلبة والباحثين من الاحتكاك بهذا الصالون نتيجة بعد المسافة أو لظروف مادية، وقال في هذا الإطار «يمكن التنسيق بين إدارة الصالون ومختلف جامعات الوطن، عن طريق تنظيم زيارات دورية على عاتق الجامعة أو المنظمين، فضلا عن تخفيض الأسعار للطلبة والباحثين، باعتبار أن هذا الصالون يحمل طابعا علميا ثقافيا أكثر منه اقتصادي، كما يمكن في هذا الإطار توسيع حظوظ المشاركة للجميع بتخصيص ملحقات متنقلة تزور مختلف الجامعات البعيدة عن العاصمة طيلة أيام التظاهرة، من شأنها تقريب صالون الكتاب من الطالب، ويدخل ذلك في مجال الإشهار المتنقل الذي من شأنه ضمان نجاح أكبر لمثل هكذا تظاهرات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024