الآليات الجديدة تجعل المسألة تعجّ بالفوضى والتاريخ كفيل بغربلة كل شيء
منذ اكتشاف الإنسان للكتابة كوسيلة للتواصل وتخليد إبداعاته عن طريق اللغة، بدأ التفكير في النشر وقد تطوّر عبر التاريخ من النسخ إلى اكتشاف المطبعة مع بدايات النهضة في أوروبا، لكن مع بدايات ثورة المعلوماتية وظهور النشر الإلكتروني تغيّرت الكثير من المفاهيم والآليات التي كانت تحكم عالم النشر، خاصة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت عملية نشر النصوص الأدبية بطريقة تجعل من كبسة على زر توصل نصك إلى العالم كله
ليس هذا فقط بل أن هذا العالم العجيب عوّض الكثير من كلاسيكيات النشاط الأدبي في العالم مثل المسابقات الأدبية التي أصبح يعجّ بها عالم النت، والأهم في النشر الالكتروني أنه قضى على هيمنة دوائر النشر القديمة وقضى على فكرة التكريس التي قتلت الكثير من المواهب.
العالم غيّر جلده وتحوّّل إلى غرفة صغيرة يلتقي فيها كل البشر ومستقبل الأدب مرهون بالذكاء والإبداع ليس إلا،.
انتهى زمن الايديولوجيات والمركزيات والتكريس وجاء زمن الانفتاح، صحيح أن هذه الآليات الجديدة تجعل المسألة فيها نوع من الفوضى لكن التاريخ كفيل بغربلة كل شيء.