المكلف بالاتصال بجامعة سطيف 2 عز الدين ربيقة:

هيكلة مناسبة للتحفيز على العمل الثقافي

أجرى الحوار: نورا لدين بوطغان

فضلا عن النشاطات العلمية المتعددة والقيمة ذات الطابع الوطني والدولي التي تشهدها وتنظمها جامعة سطيف 2 طوال السنة الجامعية وخاصة في فصل الربيع بمشاركة قياسية لأساتذة من الوطن وخارجه، ففي فلسفة جامعة محمد لمين دباغين ـ سطيف2، التي جاءت إلى الوجود عمليا سنة 2012، فإن الفعل الثقافي يحظى لديها بأهمية بالغة، وقد كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ عز الدين ربيقة الإعلامي المكلف بالاتصال والعلاقات العامة بالجامعة حول النشاط الثقافي بالوسط الجامعي والإنجازات المحققة.
«الشعب»: يشهد الفعل الثقافي حضورا نوعيا بالجامعة أين السر في ذلك؟
 عز الدين ربيقة: نعم وكما تفضلتم ففي الهيكل التنظيمي للجامعة، تخصص مديرية فرعية للنشاطات الثقافية والعلمية والرياضية، وهذا طبعا دون احتساب التركيز الكبير على النشاطات الثقافية داخل الإقامات الجامعية الست التي تتوفر عليها المديرية الولائية للخدمات بالهضابّ، حيث تتواجد جامعة سطيف 2، ويتم تسطير برنامج سنوي من قبل الجهات المنظمة للنشاطات الثقافية.
وماذا عن التحفيزات في هذا الشأن؟
 نسعى دائما لبث روح المنافسة في الوسط الطلابي من خلال إحياء المناسبات التاريخية مثلا بأعمال مسرحية، مونولوج، لوحات فنية، مقالات إعلامية، وغيرها من النشاطات الثقافية التي ترمى للوسط الجامعي فيحتضنها في الغالب الطلبة المنخرطون في النوادي الطلابية والتنظيمات الطلابية كذلك.
ما هي الأهمية التي تولونها للنشاط الثقافي الميداني؟
 على غرار الأهمية التي يحظ بها هيكليا كما سلف الذكر، فإن التنشيط الثقافي بجامعة محمد لمين دباغين سطيف، بات يحظى بأهمية تتزايد من سنة لأخرى، والدليل هو إصرار مسؤولي الجامعة ومسؤولي مديرية الخدمات الجامعية على تقديم عرض مسرحي محترف سنويا خلال إحياء عيد الطالب، وكانت العروض على امتداد السنوات الماضية في القمة رغم أن منصة القاعة المختصة للحدث بجامعتنا لا تتوفر على كل المعايير والمقاسات التي تسمح للطبية بتقديم عرض في المستوى.
ما هي مميزات العمل الثقافي ؟
 أنا شخصيا كنت من المدافعين على ضرورة أن لا يتم إستيراد ولا نشاط من خارج الجامعة وفي كل المناسبات، فالمسرج يعده الطالب، المونولوغ يقدمه الطالب والنشيد الثوري والديني يؤديه الطالب والموسيقى بكل إشكالها يعزفها الطالب، واللوحات الفنية لا مجال لمداعبة الريشة فيها سوى أنامل الطالب وهكذا، وضعنا ثقة كبيرة في طلبتنا الأعزاء كإدارة جامعة وكمديرية للخدمات الجامعية، وكان التناغم كبيرا مع الطلبة الذين يخفون مواهب جمة، وفي شتى المجالات، ..أنا أؤمن بأن الموهبة لا تخرج إلا من الجامعة والمهارات والإبداع لن يكون إلا جامعيا..والقضية هي قضية مناخ يجب أن يتوفر للطالب قبل أن تتوفر الإمكانيات المادية، هذه الثقة ولدت الإبداع وسارت نحو الاحتراف وثقتنا في طلبة الجامعة لم تخب على الإطلاق، بحيث تمكن مثلا فرقة مسرحية تشكلت كطالبات مبتدئات من الإقامة الجامعية رقم 04، لكن هذه الفرقة سرعان ما تماسكت وتناغمت فيما بينها، بتأطير من أحد المحترفين الذين تمت الإستعانة بهم لإخراج كل الطاقات الكامنة في نفوس الطالبات اللائي أبدين رغبة شديدة منذ البداية لولوج عالم المسرح من بابه الواسع، وفعلا سار قطار المسرح بالجامعة وبتلك الطالبات وتمكن من عرض مسرحية راقية شاركن بها في المهرجانات العربية للمسرح الجامعي السنة الماضية بقسنطينة وتمكن من إفتكاك المرتبة الأولى.
كيف هو الحضور الثقافي القائم خلال السنة الجارية؟
 أما السنة الحالية ورغم كل الصعاب التي واجهت الفرقة ومن جميع النواحي، إلا أن مجهودات كبيرة بذلت لفتح المجال أمام هذه الفرقة التي أخذت اسم «فرقة الورشة الذهبية» من أجل مشاركة عربية، حيث فتحت مسرحية «نورمال يا الحجاج» لفرقة الورشة الذهبية للإقامة الجامعية الهضاب 4 سطيف المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح الجامعي في طبعته الثاني عشر، أين دارت أحداث العرض المسرحي بمكتبة إحدى الكليات، بين ستة طالبات والحجاج بن يوسف الثقفي الذي سافر من زمنه إلى زمن أخر، متناولا قضية العرب بنكهة كوميدية. عادت فيها الرؤية الإخراجية لعبد الوهاب رضاونة، تأليف الطاهر شنان، وبينما إحدى الطالبات لمناقشة مذكرة «الحجاج بن يوسف الثقفي»، يسافر الحجاج من زمنه إلى زمن لا يفهمه، يحاول عبر الأحداث أن يفك شفرة الزمن غير زمانه، تضمن نص العرض قضية العرب وتأثير الوسائل الالكترونية الحديثة من الجانب السلبي، على غرار الفايسبوك، حيث حمل في ثناياه حال العرب الذي ألت له مختلف دول العالم العربي. جمع النص ما بين الحوار والمنولوجات، طرحت منها فكرة العادي من العري، والعار، أين أصبحنا نعيش في زمن الخوف والجزارين بالعراق لا يحكمهم ضمير ولا أهل دين، وفي قالب كوميدي استمتع وتفاعل معه الجمهور، بعث العرض برسائل ذات طرح سياسي قوي منها معانات الشباب وتفكيرهم في أخذ التأشيرة، والبترول الذي لم تسقط منه ولا قطرة في صالحهم، حيث بدت الممثلة متأثرة وغرورقت عيونها، كيف لا وهي طالبة وشابة في عمر الزهور تكون قد عانت الكثير من مثل هذه الأشياء التي تحدث في بلدان العرب. جاءت الإضاءة لبلال خشاش في أغلبها منتشرة على الفضاء، مع تضمن المسرحية للأغاني الشرقية والجزائرية، أما سينوغرافيا عادت لجلال شريات تمثلت في ديكور لمكتبة ومكتبين، وتركت نهاية المسرحية مفتوحة بدخول شجرة الدر.
هل يمكن القول أن نشاطكم الثقافي إنصب أساسا على المسرح فقط؟
 هذا العمل المسرحي شجع الكثير من النوادي الطلابية حاليا بالجامعة لتبنى المسرح كأداة للتعبير وتمرير الرسائل المتعددة، كما جرى في مناسبات عديدة خلال السنة الجامعية الحالية، والمسرح جانب فقط من المواهب الطلابية الكثيرة، وبالتالي لا يعد المسرح الأداة الوحيدة بل يتعداه ليشمل الشعر وبروز طلبة في القمة في المجال والمونولوغ، والرسم وغريها من الألوان الأخرى التي صراحة باتت تجذب الطلبة كثيرا لقاعات العرض أكثر من تجذبها الملتقيات والأيام الدراسية...
هل تعتبرون أن ما تبذله الجامعة في المجال كافيا؟
 لا طبعا..هذه محاولات كشفت عن مبدعين يحتاجون فقط لصقل تلك المواهب، إذ لم تنجب الجامعة الأبطال فمن ينجبهم..فهي مهد لكل إبداع وتميز، ومنها يتخرج كل الأبطال وفي العالم بأسره..وعليه نحن نسعى كجامعة لتعزيز الفعل الثقافي في الوسط الجامعي وفي الإقامة الجامعية..مع العلم أن معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قد أعطى توجيهات صارمة من أجل الإرتقاء بالتنشيط الثقافي في الوسط الجامعي.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024