تتحضر المقيمات بالحي الجامعي الشهيدة فاطمة سايل بمعسكر، لإحياء عيد الطالب المصادف لـ19 ماي من كل سنة، هذا اليوم الوطني الذي يذكرنا بمواقف الطلبة الذين التحقوا بالصفوف الأولى للثورة المجيدة، منهم الطالبة فاطمة سايل التي رضيت أن تهب سنوات عمرها وشبابها في خدمة الوطن فالتحقت بصفوف الثورة في 58 واستشهدت بعد سنة من النضال والخدمة الثورية كممرضة في صفوف جيش التحرير الوطني، ولا يزال تاريخ 19 ماي بالإقامة الجامعية التي حملت إسم الشهيدة، محطة تاريخية تستدعي الوقوف لتبجيل بطولات الأمجاد، كما يستدعي الوقوف لتقييم الأداء الطلابي العام في مناسبة تخصهم.
تحيي مصلحة النشاطات الثقافية والرياضية بالإقامة الجامعية فاطمة سايل المناسبة بتلخيص سنة من البرامج الثقافية والعلمية في برنامج ثري تسطره وتنظمه الطالبات المقيمات بأنفسهن وترعاه المصالح الإدارية للإقامة من خلال التنظيم بتقديم سبل الدعم المادي والمعنوي لهن، وتوفر عوامل نجاحه المرافق والتجهيزات المقامة خصيصا للطالبات داخل الحي الجامعي من ملاعب وقاعات رياضية مجهزة، فضلا عن وجود إذاعة الوئام لإقامة فاطمة سايل وفرق مسرحية وغنائية تثري الحدث.
إذاعة الوئام وفرقة جواهر المسرحية لإثراء المشهد الثقافي داخل الحرم الجامعي
وتعد إذاعة الوئام إحدى الوسائط التي لا تستغني عنها الطالبات في طرح انشغالاتهن الشخصية والاجتماعية، ووسيلة للتواصل والترفيه طيلة أيام الأسبوع، وتنشط إذاعة الوئام طالبات جامعيات بمبادرات خاصة، يعتمد فيها على تنويع طرح المواضيع ذات الطابع العلمي والصحي في جانب التحسيس والوقاية، والأدبي لإثراء المشهد الثقافي داخل حرم الإقامة، إذ قال عنها مدير الإقامة السيد مراد غريسي، أنها وسيلة أثبتت نجاعتها في خلق جو من الترفيه والتواصل بالحي الجامعي بالرغم من الوسائل التقنية البسيطة المستعملة، لكنها حلقة وصل بين الطالبات والإدارة وتلعب دورا هاما في الجانب العلمي والثقافي، حيث بثت إذاعة الوئام مؤخرا حصصا ثرية حول الصحة والوقاية من الأمراض المعدية والتسممات الغذائية، استضيف من خلالها مختصون لإثراء الموضوع، عموما تعتمد مصلحة النشاطات الثقافية والرياضية في تسيير وتنظيم الحركية داخل الإقامة على مادة خام لا يمكن الاستغناء عنها، هي أفكار الطالبات ومبادراتهن، فتحول الطالبة من موقع المتلقي إلى مركز القوة الذي يهدف إلى تثمين مبادرات الطالبات، ومن خلال إذاعة الوئام ومختلف سبل الاتصال بالطالبات، تم تأسيس فرقة جواهر للمسرح والغناء، التي تسجل حضورها القوي في مختلف المناسبات الوطنية، من خلال انتاجات فنية ومسرحية تستدعي الدعم والتشجيع، تلاقي مشكل الاستمرارية بفعل التخرج السنوي للمنخرطين في فرقة جواهر للمسرح والغناء، وعن ذلك قال مراد غريسي أن مصالحه تبذل جهودا لاستقطاب ردود فعل المقيمات حيال النشاطات الثقافية بهدف انتقاء المواهب وصقلها بالاعتماد على تأطير المكونين في جميعة المبايعة، ما يعني أن الإقامة نجحت في وصل نشاطاتها الداخلية مع المجتمع المدني خارج الحرم الجامعي، وتلك نقطة لابد من الإشارة إليها سيما وأن أغلب النشاطات الثقافية تبقى محصورة بين جدران الجامعات لو ما كان هناك احتكاك قليل بالعالم الخارجي، وأضاف مراد غريسي أنه يتساءل عن عدم وجود قابلية للانخراط في الفرق المسرحية بالاقامات الجامعية لدى الطالبات، موضحا أن عدد المنخرطين في الأندية الترفيهية والموسيقية صار يتضاءل تدريجيا بالرغم من توفر جميع السبل والوسائل المشجعة على ذلك.
التنظيمات الطلابية تتنافس على كمية النشاطات الثقافية وتلغي عامل النوعية
وفي جانب مشابه، يرى الإطار الجامعي سيد أحمد بعطوش نقابي سابق في تنظيم الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، أن التنظيمات الطلابية كشريك اجتماعي وطرف أساسي في الوساطة بين الطالب ومصالح الجامعة، وجب عليها قبل الخوض في الحديث عن المشهد الثقافي داخل الحرم الجامعي، انتقاء النخبة من الأشخاص المؤهلين للقيادة، لأن تمثيلها لا يعكس أهداف التنظيمات الطلابية، وذلك ما يلاحظ من خلال النشاطات التي تقدمها المكاتب الجامعية للتنظيمات الطلابية، حتى صار يبدو أنها تتنافس وتتصارع لكسب الريادة في المشهد الثقافي الجامعي بتقديم الكثير من الأنشطة الفارغة من المحتوى، حتى غابت عن الساحة الجامعية .
