الدكتور نجّاح مبارك أستاذ بجامعة وهران 2 لـ«الشعب»:

غياب الدور التنويري والثقافي سببه الفراغ النفسي والروحي

وهران: براهمية مسعودة

يُرجع الدكتور نجّاح مبارك أستاذ علم الاجتماع بجامعة وهران 2، ضعف الدور التنويري والثقافي للجامعات في الجزائر إلى الفراغ النفسي والروحي الناجم بدوره عن هشاشة علاقتها بالمجتمع.  وهنا استدلّ بالمظاهر السلبية واستفحالها داخل المعاهد والحرم الجامعي، مثيرا السؤال الآتي هل تمارس الجامعة في بلادنا دورها كاملا في التوعية والتنوير أم هي مجرد جهاز إداري تنحصر مهمّته في قوانين وتوصيات تفرض على العقول التي تتلقاها؟
قال الدكتور مبارك في لقاء جمعه مع «الشعب» الإجابة على تلك الأسئلة يفرضها واقع الجامعة في الجزائر باعتبارها مؤسّسة عمومية تخضع لوصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والحقيقة تفرض  نفسها على الجميع، جامعاتنا ينقصها الكثير لتفعيل دورها في تنمية الوعي لدى أفراد المجتمع هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مستوى أنشطتها العلمية والأدبية وطبيعة برامجها القومية والثقافية من خلال التعاون مع الكيانات والمؤسسات المعنية.
وأضاف، قبل التطرّق إلى التفصيل أكثر في هذا الموضوع، لابدّ لنا من التمهيد له وذلك بالتحدث عن الوظيفة الأساسية للجامعة حيث قال أنّ مهمّتها كمؤسسة ثقافية علمية حديثة لا تختلف عن أي بلد في العالم وحدّدها في وضيفتين أساسيتين هما نقل المعرفة، ويظهر في سياق نشاط الجامعة البيداغوجي والتعليمي والعلمي ثم إنتاج المعرفة وإعادة إنتاجها ويظهر حسبه من خلال البحث العلمي في كل مجالات الحياة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية وغيرها من المجالات الأخرى.
وعاد متحدّث «الشعب» ليؤكّد أنّ «المعرفة التي تقدمها الجامعة ولاسيما منها التخصّصات العلميّة، تنقصها الروح الإنسانية التي تشكّل منطلقا لتحقيق النمو والنهضة والتقدم والتنوير في مواجهة العنف والتطرف ومختلف التهديدات الأخرى كوظيفة أساسية للمؤسسة الأكاديمية، معتبرا أنّ تنمية الطالب «ثقافيا» أمر في غاية الأهمية في ظل «ثورة المعلومات والاتصالات التي نعيشها الآن».
ويرى أنّه «لا يمكن الفصل  بين دور الجامعة على المستوى المحلي ودورها على المستوى الوطني يضيف نفس المتحدّث، مؤكّدا أنّ  دور الجامعة في تأطير الحياة الاجتماعية في الجزائر عامة «محدود جدا» لا يخرج عن «وظيفة الجامعة الكلاسيكية» وأنّ  الاختلال يكمن في «ضعف التنسيق والترابط بين المؤسسات المعنية بالنشاط والعمل الثقافي» وفق نفس المتحدّث.
كما اعتبر أنّ النشاط الثقافي في جامعاتنا بحاجة إلى إعادة صياغة من صميم واقع الحياة المعاشة وصعوباتها وتعقيداتها وأول مراحل الصياغة أن تمارس تأثيرا أكبر من تأثّر أو تأثير آخرين من خلال توسيع العلاقات وتعزيز التعاون مع المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية والثقافية المختلفة.  

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024