سنة تمر على رحيل الفنان والمجاهد والمخرج والكاتب والأستاذ والسيناريست وصاحب أكبر تجربة في أفلام تاريخ الجزائر، سنة تمر على فقدان المجاهد عمار العسكري، صاحب الثلاثية العملاقة أبواب الصمت ودورية نحو الشرق وزهرة اللوتس، سنة تمر بشهورها وكأنها اللحظة تمر أمامنا منذ ذلك الغياب الفجيعة، أين افتقدنا رمزا وقامة فنية لا تتكرر في تاريخ السينما الجزائرية.
عمار العسكري إسم على مسمى فقد كان عسكريا أثناء تصويره وجنديا أثناء التركيب وقائدا مغوارا عندما يتعلق بإعادة التأريخ لمآثر الثورة وتسجيل شهادات أبطالها ورموزها. من منا لا يذكر روائعه الثورية، فقد دخل بيوت كل الجزائريين وأحبه الصغير قبل الكبير، وقلد أدواره كل شباب الجزائر بمختلف الأعمار والشرائح. ناضل من أجل إعادة الاعتبار للسينما الجزائرية فكان خير محام لها، بعد تأسيسه الكاييك وجمعه للعديد من الشهادات التاريخية في القاعدة الشرقية وإعادة تصويره لنضال وكفاح الجزائريين في الحرب الهندو - صينية. هذا الرجل الذي ارتبط إسمه بالكثير من الأعمال التاريخية سيظل وشما جميلا في تاريخ الجزائر القديم والحديث، ومعلما مميزا في تخليد المآثر وتمجيدها. في سنة من رحيله الجسدي تحاول «الشعب» استذكار مآثر الرجل ونفض الغبار عليه في هذه الوقفة المفتوحة على شخصية لو قلنا فيه الكثير ما وفيناه حقه.