يعتبر لرجام رشيد أحد التقنيين المخضرمين في عالم السينما، الذين عايشوا كبار المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين الذين رفعوا أكبر التحديات لإنتاج أفلام جزائرية رائعة، كانت قي معظمها تدور حول ثورة نوفمبر المجيدة، ورموزها وبطولات الشعب الجزائري، وهو أيضا ممن عايشوا عمرا بأكمله رفقة الراحل عمار العسكري، كإنسان وصديق ونقابي يناضل من أجل الفن وأيضا كمخرج سينمائي ملم بتقنيات الإخراج ومسير لبلاتوهات التصوير بيد من حديد.
كشف التقني في مجال صناعة السينما، لرجام رشيد، في تصريح لـ «الشعب»، أن «الراحل عمار العسكري، كان مايسترو في الإخراج السينمائي، شديد وصعب نوعا ما في التعامل، أوقات التصوير وكأنه قائد عسكري يدير معركة، وكان دائم البحث عن القصص الحقيقية الواقعية التي يعتمدها في صناعة أفلامه».
وأوضح لرجام أن مخرج «دورية إلى الشرق» كانت له قدرة عجيبة في اختيار واقتباس السيناريوهات وتكييف الحوار والصورة وتوجيه الممثلين في أداء أدوارهم حتى يصلوا إلى النظرة التي يريدها من المشهد.
وكان العسكري، أضاف لرجام «يسير بنفس الجدية والإتقان والشدة والاهتمام الدقيق بالتفاصيل لفرقة التصوير والمونتاج والإضاءة وكل حرف السينما الأخرى».
وعلل لرجام هذا التفاني والإتقان في العمل الذي كان يتمتع به المخرج عمار لعسكري، لطبيعة وقوة شخصيته الفذة، وهو الذي خاض شابا ثورة التحرير الوطني وعايش رجالها ورموزها، الأمر الذي ساعده في تجسيد العديد من البطولات ومواقف التضحية والتفاني من أجل الوطن من خلال السيناريو والإخراج.
والدليل على هذا يقول المتحدث، ما خلده من خلال رائعة «دورية إلى الشرق» و»أبواب الصمت»، كما ترك بصمته القوية في علم الفن السابع، من خلال آخر أعماله «زهرة اللوتس» وهو فيلم مشترك جزائري - فيتنامي، الذي أخرجه سنة 1999 وسافر من أجله إلى فيتنام، وكذا فيلم المفيد الذي لعب دور البطولة فيه المرحوم رويشد، والذي لم يتم عرضه للأسف، كما لم يتم العثور على نسخته لحد الساعة، هذا إلى جانب العديد من الأفلام القصيرة، مثل فيلم البلاغ وشهداء البارحة واليوم الأول، التي لا يعرف عنها وللأسف الجمهور الجزائري الكثير.
وإلى جانب مهنيته واحترافيته في مجال الإخراج وإدارة بلاتوهات التصوير والتحكم القوي في اختيار واقتباس السيناريو، ذكّر لرجام بخصال العسكري الإنسانية الحميدة واحترامه للممثلين والعاملين معه، وتشجيعه للمواهب الشابة في كل المجالات الفنية، وكذا دفاعه الشديد عن حقوق رجال السينما، حيث عرف على الساحة الفنية بنشاطه الدائم في جمعية أضواء السينمائية، وقبلها بنضاله النقابي القوي حيث شغل منصب أمين عام لنقابة السينمائيين والتقنيين التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكان أيضا آخر مدير للمركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية «كاييك» خلال التسعينات.