الصحافة الثقافية تحوّلت من الورقية إلى الوسائط الاجتماعية
أوضحت الإعلامية وهيبة منداس، صاحبة التجربة المتميزة في الصحافة الثقافية، أن إثارة الموضوع على حد تعبيرها، والخوض في السؤال يثير الشجون ويطرح بدوره أسئلة، من ضمنها هل لدينا إعلام ثقافي متخصص يستطيع ممارسه وهو الإعلامي أن يخوض بكل مهنية في قضايا نقدية ورواية وشعرية وسينمائية وتشكيلية وغيرها ليوصل الفكرة للقارئ بكل تفاصيلها بعيدا عن الذاتية؟
من جهة أخرى، تؤكد بأن الإشكالية تمتد إلى أزمة الجمهور، فهل لدينا جمهور يتابع الحدث الثقافي ؟، أعتقد أنه رغم محاولات تأسيسه إلا أن فضاء الإعلام الثقافي متعثر بسبب مكانة الثقافة في المنظومة الإعلامية والمجتمع، وغياب بهاراتها وأفول نجومها وتراجع التنافسية كرافد للحفاظ على الهوية الثقافية، حيث انتقلت الثقافة من الصفحات الورقية إلى «الفايسبوك» بكل صراعاته ووهمه.
كما أوضحت تقول: نعم عندنا جمهور متذوق وعارف ومتتبع شغوف، وتلمست ذلك من خلال تغطيتي لنخبة من أهم المواعيد الثقافية الكبرى التي نظمتها الجزائر في سياق تظاهرتها الكبرى كالجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والمهرجان الإفريقي الثاني 2009، وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ومختلف الفضاءات التي أسستها وزارة الثقافة والجمعيات لتجلب اهتمام الجمهور، أعتقد أنه رغم أن الإعلام الثقافي متعثر غير أنه يوثق للثقافة الجزائرية بكل تمظهراتها، كما أعتقد أن حيوية الحدث الثقافي خاصة مع الانفتاح الإعلامي لن يتحقق سوى من خلال تضافر هذين المستويين: الإعلام الثقافي والجمهور، ويتطلب ذلك مناخا وبيئة إعلامية واجتماعية مغايرة، «وأعتقد أنه من الضروري في الجزائر تجاوز محطة الجهل بخطورة العملية التثقيفية لوسائل الإعلام في صناعة الرأي العام والتوجهات، كونها تخاطب الوعي البشري بدون وسيط وتخطي تسطيح دور الجمهور الذي يمنح الحياة للثقافة بتفاعله».