من يصنع الحدث الثقافي؟ أهو الإعلام الثقافي أم الجمهور؟ لاشك أنه لم يصطلح على الإعلام بالسلطة الرابعة إلا لما يملكه من آليات تجييش الجماهير وتوجيهها الوجهة المرغوبة، صناعة الرأي العام تتطلب ترسانة إعلامية تهدف إلى ترسيخ أفكار أو زعزعتها.
لذا لا نختلف إن قلنا أن من يصنع الحدث الثقافي هم النخبة (بشتى تعريفاتها واصطلاحاتها) والجمهور قد يتفاعل مع معها أو لا يتفاعل، إذ أن هذا التفاعل مرهون باعتبارات إيديولوجية واجتماعية وحتى بالبنية الثقافية للمجتمع المستهدف وكلما كانت النخبة لصيقة بمجتمعها وانشغالاته وتطلعاته كلما أثرت فيه.
لكن الأثر الأخطر للصورة أكثر منه للكلمة لأنها الأقوى وهي السلاح الذي يملكه الإعلام ويسخّره لأغراض أخرى غير الثقافة وفي الحالات القليلة التي وجهه نحو الأحداث الثقافية حقق انتشارا جليا حتى وإن أسيء استخدامه أحيانا للإضرار بجهة أو فئة، ولكن قبل كل ذلك هل نملك إعلاما ثقافيا قادرا على صناعة الحدث الثقافي؟ خاصة في ظل سطوة السياسي وحتى اليومي المعاش من جهة، ومن جهة أخرى هل الثقافة نخبوية أم جماهيرية ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها كفيل بإبراز دور الإعلام كمساند للمثقف في تبليغ رسالته النبيلة.