إمكانية تسويقها عبر كتب وتصديرها للخارج لجلب العملة الصعبة
تأسف الباحث والكاتب الجزائري بشير بويجرة صاحب الإصدارات الفكرية والنقدية والروائية في الأدب العربي والرواية التاريخية، الإهمال السافر الذي يلاقي المذكرات الجامعية (ماجستير، دكتوراه، بحوث التخرج أو الأبحاث الأكاديمية المنجزة من طرف أساتذة أو طلبة جامعيين)، مشيرا أن هذا الإهمال يتمثل في عدم نشر هذا الأبحاث والأعمال النقدية والاستفادة منها، بالرغم من الأهمية المجسدة في عملية نشر هذه المذكرات، اعترافا بالمجهود العلمي الذي قام به صاحبها ونشر المعلومة للعموم مما يساهم في قلة الاستيلاء على أفكار الباحثين فضلا عن التعريف بالقيمة العلمية التي يتوفر عليها البحث المقدم وتوفيره للمصادر والمراجع التي تفيد الطالب والباحث الشاب، واعتبر بشير بويجرة أن التفكير في نشر مذكرات ورسائل التخرج ومختلف الأبحاث الأكاديمية والنقدية، أمرا ضروريا لتنشيط الحقل الأدبي والخروج به من الضغط المادي، عبر إمكانية بيع تلك المذكرات في شكل كتب داخل المكتبات الوطنية وتصديرها إلى الخارج لجلب العملة الصعبة، كما يمكن نشر الأبحاث الأدبية الجامعية ومذكرات التخرج حسب بشير بويجرة من سد النص الفادح في مدونات الأدب الجزائري على المستويين الوطني والعربي والدولي، ويرفع التهمة السيئة عن المفكرين الجزائريين بأنهم غير منتجين للمعرفة، وبالتالي تقديم الصورة الناصعة للأدب الجزائري عبر العصور، حتى قبل الإسلام، فتلغى بعد ذلك مصطلحات مثل «أدب شمال أفريقيا» و»الأدب العربي في المغرب العربي» و»الأدب الإسلامي في المغرب والأندلس» وغيرها من المصطلحات التي لا تذكر اسم الجزائر، يضيف بشير بويجرة مؤكدا أن تلك كلها عوامل تهمش الأدب الجزائري ضمن تلك المصطلحات فيما يتوضح التعداد الحقيقي وألحصري للنصوص التي أبدعت في فضاء تلك المصطلحات هي في الغالب الأعم هي نصوص أبدعها أدباء جزائريون.
وأكد بشير بويجرة، الباحث في الأدب الجزائري وعميد معهد الآداب واللغات بجامعة وهران، أن عملية طبع تلك المذكرات ونشرها سيساهم، لا محالة في تقوية العمل الترجمي تحت دواع مختلفة، بما أن الطبع والنشر مصدر أساسي للترجمة، فضلا عن وجود مبررات كثيرة تدعونا إلى ضرورة العناية بطبع المذكرات الجامعية بجميع مسمياتها وجعلها في متناول القارئ عوض تحضيرها لتسمين الفئران والصراصير في الأدراج.