الطبع في ديوان المطبوعات الجامعية يحصر عدد المستفيدين
إنها العشرات من الأبحاث ومذكرات التخرج التي تقدم سنويا بكافة جامعات الجزائر في مجال الأدب بكل طبوعه وعصوره، أمام اللجان العلمية في إطار أطروحات الدكتوراه أو الماجستير والتي وإن تم قبولها يوافق على إصدارها وطباعتها لتوضع في المكتبات الجامعية ونقاط البيع ليستفيد منها الطلاب والباحثون.
لكن بين التوصية بالطبع التي تصدرها لجنة المناقشة في حق الأطروحات الممتازة ودور الجامعة في تولي مهمة إصدارها ورقيا وتمويل ذلك، والواقع تبقى العميلة تعرف نوعا من الركود.
وقد تلجأ بعض المعاهد حاليا إلى بعض دور النشر العمومية أو الخاصة وكذا إلى ديوان المطبوعات الجامعية لتولي عملية الإصدار والتوزيع، حين تستحق الأطروحة ذلك، حسب تقدير لجنة المناقشة، لكن يبقى الكم الأكبر حبيس الأدراج أو رفوف مكتبات المعاهد المعنية بإعداد محدودة ومنسوخة بالحاسوب. لكن على أرض الواقع لا تشق الكثير من هذه الإصدارات طريقها إلى دور النشر العمومية أو الخاصة حيث يفضل أصحابها اللجوء إلى ديوان المطبوعات الجامعية، وهو الأمر الذي تأسفت له مديرة الإصدارات بالمؤسسة الوطنية فنون المطبعية، السيدة نوارة حسين، كاشفة في تصريح لـ «الشعب» أن هذا العزوف لا يرجع إلى تعقيدات تقنية، أو مواد قانونية بل إلى عجز أصحاب الأعمال الجامعية عن تطبيق شرط بسيط تضعه المؤسسة التي تمثلها والمتعلق بإعادة صياغة البحث أو الأطروحة بطريقة تضعها في متناول كافة القراء، مختلف مستوياتهم وقدراتهم على الاستيعاب.» وأضافت مديرة الإصدارات قائلة أن عزوف أصحاب الأطروحات عن تبسيط الأسلوب الأكاديمي فيها يحد من فرص استفادة الجمهور الواسع منها، مشيرة أن إصداراها على شكلها بديوان المطبوعات الجامعية يجعلها محصورة في متناول الباحثين والطلبة الجامعيين فقط.
وأشارت حسين نوارة في سياق آخر، قائلة أنه من المؤسف أن يبقى الإنتاج الجامعي محصورا في الجامعة بالرغم من وجود الكثير ممن قد يهتمون بها خارج الحرم الجامعي، بل من المهم كتشجيع عمل الباحث أن يعرف به في السوق على أوسع نطاق.
وأكدت في سياق حديثها أن صاحب الأطروحة ليس ملزما بدفع أية مصاريف، كون الناشر سوف يضع اسمه على الكتاب، وهو أمر قانوني يجهله غلبا العديد من المؤلفين وكذا الناشرين.
وقالت المتحدثة بحسرة كبيرة أن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، لا تصدر سنويا سوى عدد ضئيل من الأطروحات الجامعية، من رسالات دكتوراه وماجستير، بالرغم من محاولاتها المتعددة والمتكررة هي شخصيا مع المعنيين بالأمر لحملهم على إصدار أعمالهم.
لكن وان لم تحظ كل رسائل البحث بفرصة الطباعة والتوزيع بالرغم من تفوقها، ساعدت التكنولوجيات الحديثة الكثير من مؤلفيها على إبراز أعمالهم ووضعها في متناول من يهمه الأمر، عن طريق الأرشفة والرقمنة الالكترونية، مع إمكانية التحميل المجاني للنسخ التي غالبا ما نجدها في منتديات الجامعات وهو عمل يشكر عليه كثيرا.