كثيرا ما تناولت «الشعب» بصفحاتها الثقافية إبداعات نسوية بين الكاتبة والأديبة والشاعرة وغيرها من المبدعات اللاتي تميزن بقلمهن، في حين هذه المرة صادف أن التقت «الشعب» بالتميز الذي امتزج بجرح جسدي، حنان التي لم تستسلم للمرض، مصرة على التعلم الذاتي ومستجيبة للرغبة في الإبداع وأن تواصل مسيرتها في الكتابة، لأنها خلاصها من التهميش ولأنها ستمكنها من الحصول على سلطة رمزية وسط المجتمع.
تقول الشاعرة حنان عثماني 22 سنة تلميذة بالثانوي فرع أدب وفلسفة لـ «الشعب»، بأن لديها هوايات متعددة بين المسرح والموسيقى، وتعتبر الكتابة هوايتها المفضلة، فالكتابة جزء خاص منها وجدته كحافز للتعبير عما بداخلها وما مرّ بحياتها. اكتشفت هواية الكتابة لديها وهي بعمر 14 سنة، حيث كانت الوحيدة التي تتطلّع على تلك الكتابات.
لم تتوقّع حنان أن تجد قصائدها فسحة من النور ليطع عليها الآخرين، حيث كان الفضل في ذلك للسيدة رشيدة عزايزية بجمعية الوفاء الوطنية للتضامن الخيري ولاية قالمة، التي شجعتها على المشاركة بقصائدها في المناسبات وخاصة ما تعلّق بالاحتفاليات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ونشاطاتهم السنوية المتعددة بولاية قالمة، على حد قولها.
في السياق نفسه، تجيب عن سؤالنا المتعلق بأفكارها وأين تندرج كتاباتها؟ فتقول: «الأفكار لا ترتبط بوقت محدد أكتب ليلا ونهارا، فبأي لحظة أدون أفكاري حتى لا أنساها، فمنذ تعرضت لحادث سيارة بصغري، اعتبرت هذه الحادثة بالنسبة لي نقطة تحول، حيث لم أعش طفولتي كالآخرين، وخوف الأهل من المحيط جعلني أجد لعبتي هي القلم وأتقوقع مع الكتابة، فالكتابة إحساس قبل أن تكون معنى.
وتضيف: «أول كتاباتي بعنوان البلدة الجريحة، تتمحور حول القضية الفلسطينية ثم اتجه قلمي للمرأة بشكل كبير جدا، لتبدأ كتاباتي عنها بشتى المواضيع.
وبابتسامة تقول حنان: «يقولون إن نزار شاعر المرأة، وأنا أقول بأن حنان هي من ستكون شاعرة المرأة بالمستقبل، فكوني امرأة أحاول إعطاء شيء بسيط عنها لأن المرأة كانت مهمشة، لكنها أثبتت وجودها بكل المجالات، المرأة برزت في عملها وبيتها وعلاقاتها، تفوقت وأبدعت في الشعر، الأدب، السلطة، فهي مصدر القوة والإلهام في جميع المجالات. ومن هنا قمت بإبراز دور المرأة في المجتمع من خلال الكتابة والقصيدة بشكل الخصوص. وعن ما يستهويها من الكتّاب والأدباء تقول: قرأت للكثير منهم أحلام مستغانمي، جبران خليل جبران، غادة السمان، مصطفى لطفي المنفلوطي وغيرهم.
وفي السياق، قالت بأنها تعتمد في الكتابة على الخيال، تؤمن كثيرا بالعالم المثالي. فحسبها هناك دائما مرحلة خاصة لا سيما الشعور بالتعب وما يصادف الإنسان من ظروف يتعرض لها تجعله يهرب إلى عالمه الخاص للترفيه عن نفسه بالكتابة.
وعن عناوين قصائدها تقول كانت قصيدة البلدة الجريحة أول قصيدة كتبتها، أيضا إهداء إلى امرأة، طيور بلا أجنحة، رسالة إلى القدر، فضلت حريتي على حب فتاتي وغيرها من القصائد. كما تطمح حنان للمشاركة بمهرجان دولي للشعر العربي بالخليج لاهتمامهم بالجانب الأدبي والشعري، حتى تجد اسمها بين صفحات عمالقة الشعر العربي. وتشير حنان إلى أنها تنتظر من المسؤولين بقالمة تنفيذ وعدهم بمنحها بطاقة فنان التي تعتبرها مؤشرا وحافزا للنجاح.