تسجل المرأة العنابية حضورها في مختلف ميادين الإبداع، من الشاعرة إلى الأديبة إلى الحرفية والمطربة.. حيث تسعى جاهدة لأن تتواجد في مختلف المحافل وتسجّل اسمها بين كبار المبدعين سواء في الوطن العربي أو العالم ككل، وهو ما كان حيث تمكنت العديد منهن من تحقيق النجاح وسط الصعوبات والعوائق التي تقف على وجه الخصوص في وجه المرأة المبدعة.
تخطو المرأة الجزائرية ومن ورائها المرأة العنابية بخطوات ثابتة نحو فرض تواجدها في الساحة الأدبية والفنية، حيث كسّرت الحاجز الذي كان يعيق سابقا تقدمها ويحصر المرأة في الخدمات المنزلية وفقط، غير أنها اليوم أثبتت أنها ربة منزل من جهة ومن جهة أخرى مبدعة وفنانة تساهم بدرجة كبيرة في تقدم المجتمع.
هنّ كثيرات ولا يسعنا في هذا المقام الحديث عنهن جميعا، لكن البداية ستكون مع الطفلة «مريم علوي» ذي الـ15 سنة، امرأة المستقبل تحمل طموحا لا مثيل له، فهي الشاعرة الصغيرة والتي لا يفارق القلم أناملها لتسطر به يوميا كلمات قد تعلن عن ميلاد شاعرة موهوبة ومبدعة في المستقبل القريب.
تقول مريم في حديث مع «الشعب» أنها تحب الكتابة كثيرا، إذ أنها ومنذ كانت صغيرة لا يفارق القلم أناملها، حيث كانت «تخربش» على الأوراق التي تجدها أمامها، وبعدها وفي سنّ السابعة صادفت وأن سمعت شعرا للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، ومنذ ذلك الحين بدأت تكتب كلمات مبعثرة، مشيرة إلى أن والديها حين اكتشفا ميولاتها ساعداها في خوض تجربتها، وهي اليوم تسطر كلاما موزنا بمساعدة أيضا أستاذتها في اللغة العربية السيدة «سليمة م».. وتقول مريم إنها تحلم بأن تمثل بلدها خارج الوطن، كما كشفت في سياق حديثها أنها ترغب في كتابة سيناريوهات وتجسيدها على الأرض الواقع ولا تبقى حبيسة الأدراج.
أما «فاطمة الزهراء كحلان»، 23 سنة طالبة جامعية، فأول ما قالته لنا أنها تحلم بمن يأخذ بيدها للولوج إلى عالم الفن، وخاصة التمثيل، مؤكدة أنها تعشق هذه المهنة منذ صغرها، حيث كانت تقابل المرآة وتقلد العديد من الفنانات لاسيما بهية راشدي وفريدة صابونجي، وأشارت فاطمة الزهراء إلى أن هناك بعض المعوقات التي تقف في طريقها، إذا أنها في محاولة منها تقربت إلى بعض الفنانين لمساعدتها لكن دون جدوى، ولا تجد سبيلا آخرا لتحقيق حلمها.
«بونة أنجبت الشاعرة والحرفية والمطربة»
عنابة تزخر بعديد النسوة اللواتي تحدّين الصعاب، وتمكن من الكشف عن مواهبهن، منهن من أصبحت حرفية على غرار الفنانة «لامية مداح» الشابة التي وقفت عند موهبتها في سن العاشرة، حين اكتشفت أنه بإمكانها إبراز تقاليد الجزائر وعاداتها من خلال دمية فقط، حيث زينتها وألبستها لباس الجزائر العريق لتجوب به مختلف أنحاء الوطن كاشفة عن موروثنا الحضاري، لتجعل لامية من الدمية سفيرة وطنها وتجعل الدمية من لامية حرفية ومبدعة من طينة الكبار تنتظر أن تمثل الجزائر في المحافل الدولية.
كما أن من بنات بونة اللواتي سطع اسمهن في المحافل الدولية الشاعرة سميرة بوركبة، فهي الكاتبة التي تمثل المرأة العنابية المبدعة، والشاعرة المبهرة، تكتب لتمتع وتقرأ لينصت لها الجميع، سميرة بوركبة لها ديوانين شعريين الأول بعنوان «وهج الخاطر» والثاني «ليزانكسيا» والذي فاز مناصفة بجائزة أحسن مخطوط شعري، في المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي في طبعته السادسة سنة 2013، وبالمناسبة ستمثل بوركبة الجزائر ومنها جمعية الجاحظية فرع عنابة في المهرجان الدولي لخيمة علي بن غداهم في دورتها التاسع عشر بتونس أيام 25، 26 و27 مارس الجاري.
وفي مجال الغناء وإن كنّ أغلب نساء بونة ينتسبن إلى ما يعرف بـ»الفقيرات»، إلا أن الجيل الجديد حاولن مواكبة الغناء العصري، على غرار «إيمان صالحي» التي تحدت الصعاب وحاولت اقتحام عالم المشاهير من أوسع أبوابه، لتشارك في الحصة الغنائية «دي فويس»، وإن لم يسعفها الحظ في الوصول على الأقل إلى المراحل النهائية، إلا أنها بمشاركتها أثبتت أنها تمتلك موهبة وستكون فنانة مبدعة في المستقبل القريب، فيكفي أنها واجهت وتحدت ووقفت أمام جمهور من مختلف جهات الوطن العربي ولجنة تحكيم تضم عمالقة الطرب.
تبقى هذه الأسماء عينة بسيطة من بين آلاف المبدعات العنابيات، منهن من كان الحظ حليفهن ليبرزن على الساحة الجزائرية أو العربية، ومنهن من ينتظرن دورهن ويتأملن لحظة فرج، للكشف عن مواهبهن وإبداعاتهن المتعددة.